بغداد: الصباح
عدّ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لدى ترؤسه، أمس السبت، اجتماعاً خُصص لمناقشة مشروع مدينة الصدر الجديدة، المشروع بأنه سكني مهم سيعمل على تخفيف أزمة السكن في المدينة الحالية، مشيراً إلى أن المدينة ستُشيّد خارج رقعة أحيائها التي تعاني من ضغط الكثافة السكانية ومتطلبات الخدمات، وهي بمثابة إنصاف لهذه المدينة المضحّية التي عانت من الإهمال عقوداً كثيرة. وتعتزم الحكومة إطلاق المشروع قريباً لمعالجة مشكلة الاكتظاظ السكاني في مدينة الصدر الواقعة شرق العاصمة بغداد.
وذكر بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن السوداني استعرض في الاجتماع الجوانب التنفيذية لمشروع مدينة الصدر الجديدة، الذي سينفذ على مساحة إجمالية تبلغ 4 آلاف دونم، تمتدّ بين منطقة المعامل وأطراف مدينة الصدر.
وأكد رئيس الوزراء أن المشروع يأتي وفق رؤية الحكومة لحلّ أزمة السكن، عبر حلول ستراتيجية جذرية تأخذ بعين الاهتمام توفير البنى التحتية وتأمين أفضل الخدمات لساكنيها، وإيجاد بيئة حيوية واقتصادية لنجاحها، موجها باستمرار الاجتماعات الخاصّة بهذا المشروع وحسم جميع المتعلقات لوضعه على طريق التنفيذ من دون أي تأخير.
وعقب الاجتماع، أجرى السوداني جولة جوية للاطلاع ميدانياً على الموقع المحدد للمشروع ومعاينة تفاصيل حدود المدينة الجديدة.
ويأتي مشروع مدينة الصدر الجديدة استكمالاً لأعمال لجنة الأمر الديواني رقم (57) لعام 2020، التي حلّت محلّها لجنة الأمر الديواني رقم (23520) لعام 2023 برئاسة رئيس الوزراء، واللجنتان خاصّتان بتطوير وتأهيل مدينة الصدر.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء، في بيان بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لجريمة الأنفال: "بصمتٍ ومهابةٍ وأسى، نقف معاً هذه الأيام لنستذكر جريمة عمليات الأنفال بحق أبناء شعبنا الكردي العزيز، التي اقترفها النظام الدكتاتوري البعثي، وقد سجل بهذا أبشع ظلم واعتداء لم يسبقه فيهما نظام ضد مواطنيه، بكلّ كراهية وعنصرية"، مبيناً أن "الجناة نالوا عقاب الله والقانون، ولبسوا أثواب العار التي ستجللهم إلى أبد الآبدين، إلّا أن الألم ما زال في الصدور إزاء تلك الجريمة من الإبادة الجماعية ضد الإنسانية".
وأضاف: "يقف شعبنا اليوم، وهو في حال أقوى، وبصفوف متراصّة، ووشائج أقوى بين مكوّناته المتنوعة، يقف وقد حارب الدكتاتورية وقبرَها للأبد، ودفن معها ما كان يرتكب من خطاب محرّض مشتّت يعزز الفرقة"، مشيراً إلى أن "شعبنا الذي نجا من جرائم الأنفال والإبادة والقمع والتنكيل، وقاوم الطغيان وقدم قوافل من الشهداء على طريق الحرية، قد عقد عزمه على بناء مستقبل آمن، يعيش فيه كلّ العراقيين أعزّةً كرماءَ في أرضهم".
وتابع: "نتخذ اليوم من هذه الذكرى الأليمة، منطلقاً لتجديد عهد العمل والبناء والعطاء، وأن تكون دافعاً للأجيال التي عاصرت الجريمة، أو تلك التي لم تعاصرْها، لشدّ الأيادي والتآزر من أجل عراقٍ لا تتكرر فيه جرائم القتل الجماعي والمقابر الجماعية".