ترجمة شيماء ميران

لا يختلف شهر رمضان في إندونيسيا كثيراً عن الدول الإسلاميَّة الأخرى، إذ يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب والتدخين في الفترة ما بين شروق الشمس وغروبها. أما الأحداث الرمضانية فتشمل وجبات الإفطار الاحتفالية (بوكا بواسا) أو الإفطار باللغة العربية، وصلاة التراويح، والتجمعات الدينية (بنغاجيان) وتلاوة القرآن في المساء. وفي آخر ليلة من شهر رمضان، تقام مواكب المشاعل، وهو مهرجان التكبير، إذ تستعرض مجموعات من الشباب في شوارع المدن والبلدات والقرى وهم يكبرّون "الله أكبر".

أما شهر شعبان الذي يسبق رمضان فله قدسية أيضاً خصوصاً في جزيرة "جاوا". تقدم سلطنة "يوجياكارتا" الواقعة وسط جنوب جاوة امثلة على تنوع الطقوس في شعبان، إذ يسمى شهر الفراق يستعد فيه المسلمون لقسوة الصوم، فيقومون بتخزين الحلويات والوجبات الخفيفة والسلع الأساسية من أجل الإفطار خلال التجمعات الليلة التي تقام طوال ليالي شهر رمضان.

هناك حدثان مهمان في شعبان من الناحية الدينية: معالم النصف من شعبان ومهرجان نيدران، ويُعرف أيضا باسم "Bersih Desa" (تطهير القرية). يركز الاول على الأفراد بينما الثاني على المجتمعات الإسلاميَّة.

غالباً ما يشير الإندونيسيون إلى هذه الأحداث على أنها "ترحيب بشهر رمضان". يشارك فيها المسلمون الجاويون من جميع الفئات المرتبطة بنهضة العلماء، والمحمدية الحداثيين والجاويين ذوي التوجه الثقافي في هذه الطقوس.

كثيراً ما يقال عن "معالم النصف من شعبان"، وهي الليلة الرابعة عشرة والخامسة عشرة منه، أنه يفتح في هذه الليلة ثلاثمئة باب سماوي للرحمة والمغفرة، وأن الله يرى أعمال المؤمنين الصالحة ويستجيب لصلواتهم في هذه الليلة، كما تُعرف أحيانًا باسم "ليلة الغفران". إذ يُمضي الكثيرون هذه الليلة بالصلاة وقراءة سورة ياسين، السورة الأكثر ارتباطاً بالخلاص والآخرة، وتسمى أحياناً "قلب القرآن". كما يوجد تقليدٌ آخر يقضي بهز شجرة الحياة في هذه الليلة، إذ يُعتقد أنَّ الذين كتبت أسماؤهم على الأوراق وتتساقط منها سيموتون في العام المقبل.تنقسم غاية مهرجان نيادران الى شقين، الاول، ضمان رحمة الله للأحياء والاموات، ثانياً، ترسيخ الطمأنينة والتكافل الاجتماعي في المجتمع. وتقام احتفالات نيادران اخر اسبوعين من شعبان في المقابر، التي يقع العديد منها على الجانب الغربي من المساجد. قد يكون بعضها تجمعات عائلية صغيرة، او تجمعات تضم آلاف الأشخاص.