السماوة: أحمد الفرطوسي
رغم كل ما يشهده العالم من تطور في تكنولوجيا المعلومات ووسائل السوشيال ميديا ووجود مختلف أنواع المنبهات وأجهزة الموبايل، إلا أن (أبو طبيلة) المسحراتي الذي يجوب شوارع المدينة فجراً لم يثنه كل ما يمتلكه البيت العراقي من عناصر التطور عن عمله وطريقة أدائه، وأبو طبيلة كما يسميه أهالي السماوة يحرص على إيقاظ النائمين بالضرب على الطبول والنفخ في الأبواق، كل هذا يبتدئ قبل ساعتين من السحور، لكي يتناول الصائمون سحورهم استعداداً لصوم اليوم التالي.
هذه المهنة كثرت فيها الآلات التي تستعمل عادة في عمليات العزاء، التي تجري طوال أيام محرم الحرام في مدينة السماوة، ويأتي الدور المتزايد لأبي طبيلة في السماوة بسبب الأوضاع الأمنية المستقرة والتزام أهالي المدينة بعاداتهم وتقاليدهم، التي تؤدى كاملة في هذا الشهر الفضيل.
محمد صبيح (22) سنة من مدينة الخضر يقول: “أطوف الشوارع ومعي عدد من زملائي لنردد كلمات باقي ساعة للسحور، وهكذا يتناقص الوقت مع الدوران في الحي، وقد علق على رقبته حبلاً ربطت نهايته بطبلة، وكان يمسك في يده عصا يدق بها على الطبلة، وكان بعض الأهالي يطلبون من الوالد قرع أبواب دورهم بهذه العصا، وعدم الاعتماد على الطبلة ليستيقظوا للسحور.»
ويتابع “أما الآن فأنا أقود فريقاً لا يحتاج إلى المناداة أو ضرب الأبواب، فالفريق قادر على إيقاظ الحي كاملاً مع بداية القرع على الطبول، لذلك ننجز المهمة في الساعة نفسها عبر عزف أكثر من معزوفة في الليلة نفسها، أما اعتبارها شبيهة للاستعراض العسكري، فهو ناتج من أنها عالية وقريبة من عزف المسير في
الجيش”.
ويضيف صبيح “لا يستطيع أحد الاستغناء عن أبي طبيلة،رغم وجود عدد من البدائل عن الدور الذي يؤديه من الساعات المنبهة أو عبر جهاز الموبايل أو عبر التلفون العادي أو التلفزيون إذا كان يعمل طول الليل، وغيرها من الوسائل القادرة على إيقاظ الصائمين، لكن فريق أبي طبيلة الحالي فريق رائع، أعطى تجديدا للدور الذي يقوم به شخص واحد في السابق، وساعد على أن تكون طرق الإيقاظ مبتكرة في مجال الموسيقى الفولكلورية، ونحن نساعد هذا الفريق ونكافئه بما نستطيع ليستمر بهذا العمل، والذي يعد جزءاً أساسيا من العادات المحببة”.