موسكو: وكالات
أعلنت وزارة الدفاع الروسيَّة أنَّ وحدات من قوات شركة "فاغنر" الأمنيَّة الخاصة مدعومة بقوات محمولة جواً "مجوقلة" استولت على منطقتين جديدتين في مدينة باخموت بشرق أوكرانيا التي تستهدفها موسكو في هجوم كبير، وتقود "فاغنر" محاولات روسيا للسيطرة على باخموت منذ الصيف الماضي في أطول معركة دامية بين الجانبين.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أمس الاثنين، أنَّ وحدات "فاغنر" الهجومية استولت على منطقتين في شمال غرب وجنوب شرق مدينة باخموت الأوكرانية، التي شهدت دماراً كبيراً خلال القتال، وأضافت أنَّ وحدات المظلات التابعة للجيش الروسي تدعم "فاغنر" من خلال صد القوات الأوكرانية على مختلف خطوط الجبهة.
في المقابل، قال المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية لأوكرانيا سيرهي تشيرفاتي، إنَّ قوات "فاغنر" تنفذ عشرات الهجمات يومياً، وأضاف لقناة "البرلمان الأوكراني" التلفزيونية، "يواصل العدو مهاجمة مواقعنا بحماس شيطاني"، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، أفادت صحيفة التايمز (The Times) البريطانية بأنَّ سلاح الجو الأوكراني حذّر من أنَّ أوكرانيا قد تفقد السيطرة على أجوائها في وقت مبكر من الشهر المقبل، مما سيعرض هجوم الربيع الذي تخطط له ضد القوات الروسية للخطر ويترك مدنها تحت رحمة القصف الروسي.
وأبرزت الصحيفة أنَّ التقييم الصادر عن الكولونيل يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يأتي ليعزز التقييم الذي تضمنته وثائق "البنتاغون" المسربة، التي تشير إلى أنَّ ذخيرة أنظمة الدفاع الجوي في أوكرانيا التي تعود للحقبة السوفياتية قد تنفد بحلول أيار المقبل.
ونقلت عن إهنات، قوله: إنَّ "الوضع خطير للغاية بالفعل. إذا خسرنا معركة السيطرة على أجوائنا فإنَّ العواقب ستكون وخيمة، وسيسحق الروس كل مدينة من مدننا مثلما فعلوا في سوريا، وستكون محطاتنا للطاقة النووية عرضة للخطر أيضاً. وسنصارع لحماية قواتنا المتمركز في الخطوط الأمامية"، بحسب تعبيره. وذكرت الصحيفة أنَّ الدفاعات الجوية والطائرات المقاتلة الأوكرانية تمكنت من إسقاط عدة طائرات روسية في الأسابيع الأولى للحرب، مما حدَّ من عمليات المقاتلات والمروحيات الروسية خارج الخطوط الأمامية النشطة في الشرق، ودفع القوات الروسية للاعتماد على الصواريخ الموجهة لقصف المواقع التي تستهدفها.
ونقلت "التايمز" عن إهنات، قوله إنَّ الوضع قد يتغير سريعاً ما لم تجد أوكرانيا حلاً سريعاً للمشكلة الناجمة عن تلاشي مخزوناتها من الصواريخ المضادة للطائرات من نوع "بوك" (Buk) و"إس- 300 (S-300) التي تعود للحقبة السوفياتية، التي تشكل 90% من دفاعات أوكرانيا الجوية، وأضاف "المشكلة هي من أين يمكننا الحصول عليها؟ فالروس فقط هم من ينتجونها، لذلك فإنَّ مخزوننا منها سينفد عاجلاً أم آجلاً".
وقالت الصحيفة إنَّ تقييماً للبنتاغون في شباط الماضي يشير إلى احتمال نفاد أسلحة الدفاعات الجوية الأوكرانية في مطلع أيار المقبل، الأمر الذي يُشعر المسؤولين العسكريين الأوكرانيين بخيبة أمل، إذ ما فتئوا يضغطون من أجل حلول لهذا الموضوع الملح منذ أيلول من العام الماضي.