ربيع الشعر في المَجْمَع العلمي العراقي

ثقافة 2023/04/19
...

 هناء العبودي 


من جديد تستعيد بغداد ألقها الشعري وجمالها الإبداعي وحياتها الثقافية التي اقترنت بها عبر تاريخها الطويل وتعيد الحياة إلى الانشطة الثقافية المسائية من خلال الأمسية الشعرية الرمضانية التي أقامها بيت الشعر العراقي بالتعاون مع المجمع العلمي العراقي، وقد عكست الجلسة تفاعل الجمهور والمثقفين ورغبتهم بإعادة مثل هذه الأمسيات التي كانت فاعلة في الساحة الثقافية. تعد هذه الأمسية (ربيع الشعر والشعراء) الثانية في البرنامج السنوي لبيت الشعر العراقي الذي يتضمن عقد الجلسات والمهرجانات، فضلا عن الورش والندوات والمؤتمرات النقديَّة التي تهتم بالشعر العراقي والعربي وتحولاته في ظل متغيرات العصر، وكذلك الجوائز الشعريَّة السنويَّة. 

وكانت الجلسة الأولى قد عقدت في يوم الشعر العالمي بالتعاون مع دار بابل للثقافات والإعلام والفنون، أما الجلسة الثانية فهي باكورة التعاون الثقافي المبرم بين بيت الشعر العراقي في المجمع العلمي العراقي برعاية رئيس المجمع العلمي العراقي الشاعر الدكتور محمد حسين آل ياسين. أبدى آل ياسين استعداد المجمع في احتضان بيت الشعر العراقي في المجمع، ودعا الشعراء الى نشر نصوصهم الشعرية في (مجلة أوراق مجمعية) التي يصدرها المجمع العلمي.

وافتتح الأمسية آل ياسين بكلمة وقراءات شعرية معبرا عن سعادته بالتعاون مع بيت الشعر العراقي الذي كانت له عدة انطلاقات بمبادرات من بعض الشعراء، إذ كانت الانطلاقة الأولى في تسعينيات القرن الماضي والثانية في عام 2004، أما الثالثة فكانت في 2014 وتأتي انطلاقته هذه في عام 2023 بمبادرة من عدد من الشعراء والنقاد.  وأكد آل ياسين أنه يستبشر خيرا بهذه الانطلاقة لما يحمله القائمون عليها من الحرص والحماس وانفتاح على الشعراء بأجيالهم المختلفة ومرجعياتهم الفكرية والثقافية وإعداده لبرامج واجندات ثقافية وشعرية ونقدية على المدى القريب والمتوسط والبعيد، فضلا عن حضور النقد بوصفه داعما للشعر والشعراء.

وحضر الأمسية الشعرية راعيا ومشاركا الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة والسياحة والاثار الشاعر الدكتور نوفل ابو رغيف الذي قرأ قصائد عن الوطن وعمقه الحضاري، كما وشارك عدد من الشعراء من بينهم الدكتور كريم شغيدل واحمد لويس المرتضى التميمي والدكتورة سجاب الأسدي والدكتور حسن عبد راضي والشاعرة زينب جبار. وتوزعت القصائد بين الشطرين والتفعيلة والنثر عالج فيها الشعراء موضوعات الواقع العراقي ومعاناة الإنسان، والغربة، والامل، والمستقبل.

أدار الأمسية الشاعر عماد جبار الذي ختم الجلسة بقراءة مجموعة من القصائد التي وثق فيها غربته وحنينه للوطن. وقد تفاعل الجمهور الذي ضم عددا كبيرا من الأكاديميين والشعراء والنقاد والمهتمين بالشعر مع القصائد، حلّق من خلالها الشعراء في سماء اللغة حيث رسمنا الجمال في أشكال شعرية مختلفة ومضامين متعددة.