خالد إبراهيم
تنتشر لعبة "المحيبس" وتشتهر في جميع المدن العراقية، وبالرغم من محدودية التوقيت الذي تمارس به هذه اللعبة، ولكنها تطورت على مدى الأعوام المتعاقبة في البلد عند كل شهر رمضان يحل في العراق، لتصل بتطورها وتحديثها إلى الألعاب الالكترونية والبرامج التلفزيونية، وبمشاركة باقة الطيف العراقي الجميل من مختلف المكونات والأطياف وخلال الليالي الرمضانية المباركة تقام بطولة لعبة المحيبس في مدن الإقليم، هذه اللعبة الفولكلورية الشعبية والتي كانت تمارس من قبل الآباء والأجداد منذ قديم الزمان، حيث يشترط للعبها التكاتف والتجمع والتعاون.
ترسيخ الأخوة والمحبة
ويسعى القائمون إلى توطيد وترسيخ روح المحبة والأخوة بين المشاركين في اللعبة، وللحديث عنها وعن أجوائها التقينا بالإعلامي شاخوان صباح منظم البطولة والذي تحدث لـ (الصباح) قائلاً: أنظم هذه البطولة منذ عام 2007، فلعبة المحيبس مميزة بين الإخوة النازحين والذين كانوا متواجدين هنا في مدينة أربيل، وما زالت مستمرة ليومنا هذا وفي هذه السنة، وقد نظمت هذه البطولة التي حدثت بين الطلبة.
ويضيف شاخوان "وكما تعلمون نحن الكرد خلال الأمسية الرمضانية يتم لعبة الصينية، أو كما تسمى في اللغة الكردية سيني سنياني والكلاو كلواني، واليوم أحببت التعريف بلعبة المحيبس والتي تلعب من قبل الإخوة العرب، وهي لعبة تراثية شعبية موجودة في بغداد وباقي المحافظات من الوسط والجنوب، ونحن بهذه السهرات نرسل رسالة السلام والمحبة والتعايش السلمي في مدينة أربيل، ونحن اليوم شعب واحد ويد واحدة من جبال كردستان إلى شط العرب، وهذه هي رسالتنا من مدينة أربيل".
ويبين أن "لعبة المحيبس هي ثقافة جديدة في أربيل، وأنا أهدف في الحقيقة إلى عدة نقاط، إذ أهدف إلى أن يشعر الإخوة العرب الذين يسكنون أربيل أنهم في مدينتهم، وكأنهم في بغداد أو بقية المحافظات، وأربيل هي دار للجميع، كما لدينا النازحون الذين هجروا من محافظاتهم سواء من الموصل أو صلاح الدين وبقية المحافظات وكانوا يمارسون طقوساً خاصة بالشهر الفضيل في مناطقهم، كي يمارسوا هذه الطقوس والألعاب كأنهم في مناطقهم".
الألعاب الرمضانية
وخلال الشهر الفضيل يمارس الناس بعض من الألعاب الرمضانية ومن بينها المحيبس والصينية وحول هذا الموضوع أضاف صباح قائلاً: إن الناس بعد أداء صلاة التراويح يتوجهون إلى ممارسة الألعاب الرمضانية، ومن بينها لعبة المحيبس، ونحن مستمرون بهذه اللعبة خلال أيام الشهر الفضيل، وأيضاً لدينا بطولة تجمع الإخوة مع مخيمات النازحين المتواجدين، ونحن نقدم الحلويات والهدايا والجوائز التقديرية للفرق الفائزة، وهدفنا الأساس هو الفرحة واللقاء الأخوي، وكما تشاهد الأخ العربي يجلس أمام الأخ الكردي وهما يمارسان هذه اللعبة بأجواء من المحبة والأخوة والتعايش السلمي، وهذه رسالتنا وهي المحبة، وأنا شخصياً أنقل رسالة المحبة وأتحدث اللغة العربية هنا في أربيل وأرتدي الزي الكردي، وأذهب إلى بغداد وباقي المحافظات وأرتدي الزي العربي وأتحدث اللغة الكردية، أنقل رسالة إلى محافظات إقليم كردستان وهذا هو هدفنا.
لعبة الحب
ويهدف المشاركون في اللعبة إلى إدامة روح الأخوة بين المشاركين وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقينا أيضاً بالسيد إبراهيم محمد عبود مدير مدرسة ومشارك بالبطولة والذي تحدث قائلاً: بدعوة كريمة شاركنا في هذه المباراة أو اللعبة وهي لعبة المحيبس، هذه المسابقة التراثية بين طلبة المدارس، والغاية من هذه اللعبة هي توحيد وإدامة العلاقة بين الكرد والعرب وبقية القوميات الموجودة في الإقليم، ونحن قمنا باختيار الطلبة وهم يمثلون كل المحافظات، فلدي طالب من كربلاء المقدسة وطالب من بغداد ومن دهوك ومن الموصل ومن كل العراق، واللعبة هذه هي لعبة عربية بالأساس والإخوة الكرد يلعبونها بطريقة أخرى، وحاولنا أن ننقل هذه اللعبة لتتم إجادتها بامتياز وتوطيد العلاقات بين جميع المكونات والقوميات، والذين يسعون إلى رسم روح الأخوة والمحبة بين الجميع.ويضيف "أن وجود هذه النخبة هو تأكيد بأن لا وجود أو فرق بين الإخوة العرب والكرد، فتجد الكردي يرتدي الزي العربي والعكس صحيح العربي يرتدي الزي الكردي، ولله الحمد بينت هذه العملية أننا جميعاً عراق واحد وشعب واحد ولا تفرقنا أي جهات خارجية أو مؤثرات مهما كانت، ولعبة المحيبس هي لعبة تراثية وتتكون من خاتم يتم اخفاؤه بين يدي أحد أعضاء الفريق، والفريق المقابل عليهم أن يفتشوا عن الخاتم، وإن وجدوا الخاتم تحسب لهم نقطة، وإن لم يجدوه فتحسب نقطة إلى الفريق الآخر، وكانت تمارس في الأماسي الرمضانية من بعد صلاة التراويح وتستمر حتى ساعات الفجر الأولى ولوقت السحور".
متعة ولقاء
والتقينا بأحد المشاركين وهو يوسف احمد، وهو طالب ليتحدث قائلاً: في البدء هذه اللعبة كانت ولا تزال تمارس في بغداد وبقية المحافظات الأخرى، ونريد أن تنتشر هنا وتمارس من قبل الشباب فهي تمزج بين روح المحبة والمتعة، وخصوصاً في الليالي الرمضانية والشباب وكل المشاركين يقضون أوقاتاً مليئة بالفرح والسعادة والسرور، ولعبة الصينية هي للإخوة الكرد وأود أن أقوم بلعبها مع الإخوة الكرد وهي تجربة جميلة في الحقيقة، كما وتهدف إلى تقوية أواصر المحبة والأخوة بين الجميع.