الزلازل تلقي بالعراق إلى دائرة الخطر!

منصة 2023/04/19
...

 سجى رياض حسين 

الزلزال المدمر الأخير الذي ضرب أجزاء واسعة من تركيا وسوريا، دفع الدول المجاورة، ومنها العراق، إلى اعادة حساباتها في ما يتعلق بمخاطر تعرضها إلى أحداث مشابهة. ويبدو أن العراق الذي أصبح ضمن الخط الزلزالي، بحاجة اليوم إلى إجراءات استباقية للحد من الأضرار التي قد تنجم عن مثل هذه الكوارث الطبيعية.

وفي ضوء المتغيرات الجيولوجية، فإن موقع العراق الجغرافي، الذي يضعه من ضمن خط الزلزال، يعني أنه ليس بمأمن عن الزلازل والهزات الأرضية، وهو ما اتضح جلياً خلال الزلزال الأخير الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا، وتأثرت به مناطق في شمال العراق.

وفي هذا الصدد، يقول مدير إعلام هيئة الانواء الجوية والرصد الزلزالي، عامر الجابري، إن "العراق يعد من الدول التي تتعرض إلى نشاط زلزلي بحكم موقعه الجغرافي، حيث يقع في منطقة يطلق عليها منطقة الاصطدام، ابتداء من الجزء الشمالي والشمال الشرقي من الصفيحة الغربية والصفيحة التركية والإيرانية".


المناطق الأكثر عرضة

وبحسب الجابري فإن العراق يتأثر بما يعرف بحزام اللب الذي يمتد من البرتغال غرباً إلى جبال الهملايا والشرق الهندي، ويمتد هذا الحزام إلى جنوب اوروبا وشرق تركيا، ويستمر في تركيا ثم يتنحى إلى الجنوب الشرقي من ايران ماراً بالجزء الشمال الشرقي من العراق، وهو ما يعرف بنطاق زاكروس.

لكن الجابري يؤكد أن "تأثر العراق بالهزات الأرضية يكون أقل من ايران وتركيا، نظراً لطبيعة موقعه الجغرافي، موضحاً أن "شبكة الرصد الزلزالي في الهيئة حددت بعض المناطق الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي، وتشمل المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من البلاد، ومنها مدينة العمارة ومنطقة علي الغربي، ومحافظة واسط وقضاء بدر صعودا الى ديالى وقضاء مندلي وخانقين وكلار، فضلاً عن مناطق أخرى في محافظة نينوى".

ويشير الجابري إلى عدم امكانية التنبؤ بحدوث هزات أرضية، كما حصل في تركيا مؤخراً.

وفي ما يخص الامكانيات الفنية واللوجستية التي يمتلكها العراق في هذا الشأن، يقول مدير إعلام الأنواء الجويَّة "توجد في العراق ست محطات، تعمل منها خمس فقط، والسادسة تقع في منطقة الرطبة، خرجت عن الخدمة إبان أحداث العمليات العسكرية الاخيرة لتحرير المناطق من عصابات داعش 

الإرهابية".

ويؤكد الجابري أن "وزارة النقل تعاقدت على شراء أجهزة متطورة امريكية المنشأ، لقياس الترددات العالية، والهزات الأرضية"، مبيناً أن هذه الأجهزة من شأنها تغطية مناطق واسعة، اضافة لما تتميز به من دقة في المعلومات.


شروط السلامة

الارتفاع الكبير في أسعار العقارات في عموم العراق، دفع الشركات والمستفيدين للتوجه نحو البناء العمودي، لكن هل أن هذا النوع من البناء مستوفٍ لشروط السلامة من الزلزال؟

يقول المهندس باسم محمد، إن "نحو 70 بالمئة من المباني العمودية التي يتم تشييدها غير مستوفية لشروط السلامة ومقاومة الزلازل والهزات الأرضية".

ويوضح أن "المباني المقاومة للزلازل يجب أن تحتوي على نظام (الجكات) أو (الدبلات) التي تمنح مرونة في حركة البناء إلى اليمين واليسار".

ويضيف أن "المباني الحالية يتم تشييدها على أنها مستوفية لشروط الامان، إلا أنها في الحقيقة لن تصمد أمام الزلازل، وتكون قابلة للانهيار في حال تعرضت إلى هزات أرضية"، مشيراً إلى أن البناء الأفقي يكون أكثر أمناً ما لم تتم مراعاة شروط السلامة في المساكن العمودية، وفقاً لتعبيره.


التنبؤ بوقوع الزلازل  

تعذر التنبؤ بوقوع الزلازل، يعد من أبرز التحديات التي تواجه فرق الدفاع المدني.. ويشير مدير إعلام الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحمن إلى صعوبة التنبؤ بالزلزال أو الهزات الأرضية، لأن الزلزال عبارة عن طاقة كامنة تخرج بشكلٍ مفاجئ، وبذلك فإن المهام الاستباقية للدفاع المدني تنحصر في ضمان سلامة المباني، وتحديد المواقع الآيلة للسقوط أو الانهيار.

 وفي حال حدوث زلزال بشكل مفاجئ، تقوم فرق الدفاع المدني بإخلاء المواطنين من المناطق السكنية إلى الساحات العامة، ويجب أن يتم ذلك بخطوات سريعة.

كما أن الدفاع المدني، والحديث للعميد عبد الرحمن، لديها تنسيق مع هيئة الانواء الجوية، من خلال تلقي أية اشعارات تتعلق بالتقلبات الجوية، وحالة الطقس، والتوقعات بحدوث كوارث طبيعية كالزلازل والفيضانات.

ويضيف مدير إعلام الدفاع المدني أن "دور المديرية يتعدى عمليات الانقاذ والاغاثة إلى اصدار الوصايا والارشادات عبر وسائل الإعلام، من خلال فرق توعية يتم نشرها في المناطق المعرضة للأخطار، فضلاً عن الدوائر الرسمية، حيث تتضمن التوصيات مراقبة سقوف المباني، وتتبع أصوات الهزات الأرضية، والتي تكون بمثابة جرس انذار لإخلاء المباني، لا سيما إذا كانت مرتفعة، وفي حال تعذر ذلك، يلجأ الأشخاص إلى أماكن أكثر أمناً مثل أسفل السلالم والمواقع الملاصقة للجدران، مع أخذ وضع القرفصاء.