الخرطوم: وكالات
حضّ وزراء خارجية دول "مجموعة السبع" أمس الثلاثاء، طرفي النزاع في السودان على "وقف الأعمال العدائية فوراً"، والعودة إلى طاولة المفاوضات بعد اشتباكات أودت بحياة نحو 200 شخص وإصابة المئات، وفي وقت تعرّض فيه موكب دبلوماسي أميركي لإطلاق نار في الخرطوم، أعلن قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة.
وقال وزراء "مجموعة السبع" في بيان بعد يومين من المحادثات بمنتجع "كارويزاوا" الياباني: "نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فوراً من دون شروط مسبقة"، محذرين من أن القتال "يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان"، ودعوا في البيان "إلى نبذ العنف والعودة إلى المفاوضات واتخاذ خطوات فعالة لخفض التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني".
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن،: إن موكباً دبلوماسياً أميركياً تعرض لإطلاق نار في السودان، واستدعت الحادثة تحذيراً مباشراً من بلينكن الذي أجرى اتصالين هاتفيين في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء مع كل من قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، ليبلغهما بأن أي خطر على الدبلوماسيين الأميركيين "أمر غير مقبول".وقال الوزير الأميركي في مؤتمر صحفي في منتجع كارويزاوا الياباني حيث شارك في اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع: "أوضحت (للبرهان وحميدتي) بما لا يدع مجالاً للشك أن أي تهديدات بشنِّ هجمات على دبلوماسيينا أو تعريضهم للخطر غير مقبول على الإطلاق"، وأضاف: "لدينا مخاوف عميقة بالطبع بشأن الوضع الأمني ككل إذ يؤثر في المدنيين والدبلوماسيين وموظفي الإغاثة".
في غضون ذلك، أكد قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أمس الثلاثاء، الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى.
وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ننتظر المزيد من المناقشات مع وزير الخارجية الأميركي بشأن معالجة الانتهاكات التي يرتكبها الجيش السوداني على أفضل وجه".
وأدت المواجهات في السودان التي دخلت يومها الرابع أمس الثلاثاء، إلى مقتل قرابة 200 شخص على الأقل وإصابة أكثر من 1800 آخرين.
وأوردت تقارير إعلامية، حدوث قصف عنيف بالطيران استهدف مواقع حول القصر الجمهوري في الخرطوم، كما استهدف الطيران مقر إقامة قائد قوات الدعم السريع قرب مطار الخرطوم الدولي، وأعلن الناطق باسم الجيش السوداني أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أصدر عفواً عمن يضع السلاح من الدعم السريع.
ومن جانبها، قالت قوات الدعم السريع إن "ثورة جديدة انطلقت منذ السبت ومستمرة لبلوغ غاياتها وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية"، وأضافت في بيان "لقد انطلقت منذ السبت الماضي ثورة جديدة حققت انتصارات متوالية وما زالت مستمرة لبلوغ غاياتها النبيلة وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية تمضي بنا نحو تحول ديمقراطي حقيقي".
في المقابل، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان،: إن الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع في الأيام الأخيرة هو "محاولة انقلاب"، وأكد على أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، تمرد ضد الدولة، وإذا تم القبض عليه، ستتم محاكمته أمام القضاء.