«مدرسة بغداد» .. لوحات تعبيريَّة تحلِّقُ في سماء الفن

الصفحة الاخيرة 2019/04/19
...

بغداد/ رشا عباس
تحت شعار "من أجل عراق أجمل.. بدل أنْ تلعن الظلام أوقد شمعة"، أقيمُ على خشبة المسرح الوطني أول أمس الخميس حفل التخرج السنوي لطلبة مدرسة (بغداد للفنون الموسيقية والتعبيرية) التابعة لدائرة الفنون الموسيقية.
تضمن الحفل تقديم عروضٍ موسيقيَّة وغنائيَّة بالإضافة لعروض الباليه وعددٍ من الأنغام والأغاني التراثيَّة والفنيَّة من الفولكلور العراقي.
معاون مدير عام دائرة الفنون الموسيقية عماد جاسم قال: "نحن اليوم إزاء مسؤولية وطنية وأخلاقية للحفاظ على ديمومة هذا الصرح الجمالي، ونشر الثقافة والإبداع برغم قلة الإمكانيات".
مبيناً "تواجد الجمهور الكبير من الناس يدلل على حب العراقيين وتضامنهم مع مواهب الأطفال وهذا ما يمنحنا دافعاً للاستمرارية بنهجنا وخطتنا لتثبيت دعائم الموسيقى في المجتمع العراقي".
من جانبه، قال مدير المدرسة أحمد سليم غني: "على مدى سنوات عمرها الخمسين أثرت المدرسة الساحة الفنية والثقافية والإقليمية برفدها خيرة النماذج، فكانت وما زالت القبس الوهاج والشمس المعطاء وينبوعاً من ينابيع الحضارة الذي امتد شعاعها العلمي لأقصى مدى حاملاً معه ألوان الإبداع على أيدي أساتذتها ومعلميها ليخرجوا أجيالاً استطاعت ان توفر مشاعر الحب والسلام في أقصى الظروف وان تعزف أجمل الأنغام وسط ضجيج الحروب لتنشر الطمأنينة والمحبة بين الناس".
قدمت مجموعة من الطالبات قسم الباليه لوحة فنية رسمت بأقدام وأنامل فراشات تحلق في سماء الفن برفقة مدربهم ميسرة سلام الذي أوضح لـ "الصباح" أنَّ "الجمهور لا يزال يجهل الكثير عن هذا الفن رغم حضوره المميز عالمياً، نحن نحاول أنْ نقطع أشواطاً طويلة من أجل أنْ نجعل له هوية في العراق، فما قدم اليوم هو بمثابة رسالة توعية واستقطاب لدخول هذا القسم والتمتع برياضة روحية تأخذ الطالب الى مدى بعيد يعلو فوق أحلامه وتطلعاته". 
فيما استحضر جمال ناصر (مدرس آلة العود) برفقة طلبته التراث العراقي بأنغام الموسيقى الشرقيَّة وهي خلطة متكونة من إيقاعات الخشابة البصري والجوبي، مبيناً للجمهور من خلال هذا العرض أنَّ "الشعب العراقي في طبيعته ميالٌ الى هذا النوع من الموسيقى ومحفور في ذاكرة أبنائه، فهو لا يواجه الصعوبات في التمارين على هذا اللون الغنائي بل على العكس هناك إقبالٌ كبيرٌ من قبل الأهالي بتعليم أولادهم العزف على الآلات الشرقيَّة كونها هوية عراقيَّة".
وعبَّر أهالي الطلبة عن سعادتهم بمشاهدة أطفالهم يقفون أمامَ جمهورٍ كبيرٍ متهيئين للولوج الى عالم الفن وتذوق الموسيقى، معتبرين مدرسة بغداد البذرة الأولى والحقيقيَّة لولادة الفنان.