غرفة تجارة الشعر

ثقافة شعبية 2023/04/27
...

كاظم غيلان 

يقاس في أحيان كثيرة انتعاش حركة اقتصاد البلدان من خلال مؤسسات متخصصة تعكس ذلك بوضوح، وحركة الشعر هي الأخرى تقاس معدلات عافيتها من خلال مؤسساتها الثقافية وماتنتجه، لكن يبقى في الحالتين قيد تقييم ذوي الاختصاص، فخبراء الاقتصاد ومفكروه يعتمدون للأولى، والنقاد للثانية. وتشترط الموضوعية في كلا 

التقييمين .

في زماننا الذي نعيشه اليوم، اخترق كل شيء واختلط حابلها بنابلها، ومثلما نجد سياسيي الصدفة، هناك أيضا تجار الصدفة الذين اذهلونا بما امتلكوا من ثراء أسرع حتى من البرق، عمارات، مولات، مزارع، معارض سيارات .....الخ .

لكن ماذا عن شعراء الصدفة؟

هؤلاء تسللوا في غفلة للشعر بحكم أزمات واضطرابات عشناها ولربما بتنا شهودا على وقائعها، فبحكم ما يمتلك في حقيبته الدبلوماسية، التي لن تفارقه تسلل (شاعر) في سنوات الحصار ليغدق على مجموعة من شعراء، ونقاد صحفيين، ليغري الجميع بما يمتلك مستغلا ثغرة العوز والفاقة، التي ألمت بنا جميعا، وراحت الكتابات (النقدية) تستعرض تجربته (المغايرة)، وأصبح بقدرة ممتلكاته الشاعر الابرز، لكن ما أن افرغت حقيبته تلك محتوياتها حتى أفل( نجمه) الزائف وراح يسخر منه أقرب الذين أغدق عليهم و[ سبحان مغير 

الاحوال] .

في شعر العامية تزدهر هذه الحالة جدا بحكم شعبية وبساطة اللهجة من جانب، ولتوفر الرعاية والاهتمام والترويج الاعلامي الجاهز، الذي يتبناه نفر من مرتزقة صحف وفضائيات تناسلت وانتشرت، لا سيما في عهدنا الديمقراطي، وراحت صناعة الأكاذيب تلاقي ازدهارها وزهوها، مع أن الامر بات مفضوحا بفضل جنوبية لهجة شعر العامية، التي ما أن تجد شعرا بلهجة غيرها، حتى تعتمل في داخلك أسئلة (الشبهة)، تجاه تلك الأصوات التي تقف خلف رواجها أموالا طائلة جناها صاحبها من مقاولاته وخيوله وصفقاته، حتى أدرك مفاتيح اللعبة واتقن استخدامها في ظل توفر مروجي بضاعته الشعرية ممن اعتاشوا على فضلات بعض المغنين، وارتقوا لمصاف مؤسسي شبكات دعارة مفضوحة .كل ذلك يتحقق وفق مبدأ: ادفع وانتشر .

وبهذا يحاججك اتباع هذا الشاعر( الطاك) - حسب قاموس عصر التفاهة- بشهرته التي تفوق كل ما أنجزت من إبداع حقيقي، وأنت تعيش جحيم تجربتك التي كانت نتاج ضنك عيشك وتشردك وتمسكك بقيم لن يبلغها – الطاك- حتى لو- طكت 

روحه.