إيناس طالب: الممثلُ يحترفُ القفزَ فوق سنواتِ العمرِ

الصفحة الاخيرة 2019/04/19
...

بغداد / فاطمة رحمة
ينمو صبا "سعاد خاتون" في ذاكرة الناس.. نقادا ومشاهدين.. يتنسمون رحيق عمرها، يدب على شجرة الزمان، الضاربة جذورها في ارض البصرة وثراها الوارف. وسعاد خاتون، شخصية أدتها الفنانة إيناس طالب، في مسلسل "مناوي باشا" تاليف علي صبري، إخراج فارس طعمة التميمي، العام 2000، وهي لم تزل يافعة.. أجادت أداء دور يكبرها بعقود.
وقالت الفنانة طالب: "الشخصيات التي أديتها، تماهيت معها، بحيث بعد مناوي باشا، صار الجمهور يناديني بسعاد خاتون، وبعد عفيفة اسكندر، أطلقوا علي لقب فاتنة بغداد، وهذا يشمل أدواري في سلسلة الاعمال التي ظهرت بها، منذ أولها الى الآن" مؤكدة "أعطي الدور من نفسي.. أنتمي له.. أغدق روحي فيه؛ ما يحقق قناعة لدى الجمهور، تكفي لتسجيل الشخصية باسمي والعكس صحيح.. اكون أنا إياها.. وهذا تكرر مع كل أدواري.. أما بشأن العمر، فالممثل يحترف القفز فوق السنوات، وصولا الى المرحلة العمرية المراد استيفاؤها".
وأضافت: "لوثة الوعي المبكر، تصادر مراحل عمر الفنان والاديب والاكاديمي وكلما تصالح مع نفسه تنفصم عرى وجوده؛ لذلك اشتهرت نجمة بعمر الـ 15 عاما، والناس ينادونني "ست" فأتقبلها، مع توقي لكلمة "بابا" او "عمو" لكنها الشهرة التي تحجب حتى الحق الطبيعي الذي تمتعت به أية فتاة في مثل سني" متابعة: "قبل وبعد "سعاد خاتون" أديت أدوارا متجددة، كل واحد منها، يصلح ان يكون جواز مرور الى الفن والجمهور.. أدواري مكتفية بذاتها.. أحمد الله، على نعمته".
وأشارت الفنانة طالب: الى ان "شخصية سعاد خاتون او سواها.. مما أشاهده او اؤديه، كلها ثوابت محورية، على الانسان ان يقيس سلوكه الاجتماعي.. اقترابا منها او ابتعادا عنها.. حسب مقتضيات انتمائه الاجتماعي" مبينة: "وبهذا يعطي الفن موعظته الكبرى للمرسل والمتلقي على حد 
سواء".
وأوضحت: "لا أتوقف عند دور ما، إنما أطبق مبدأ: قل كلمتك وأمضِ.. زد سعة الارض" مواصلة: "لو توفر جزء رابع من مناوي باشا، فبالتأكيد سيحسب السيناريست علي صبري، 18 عاما، مرت على جسد وعقل وأموال وعلاقات سعاد خاتون.. اجتماعيا وشكليا وتأمليا.. ربما تكون قد أفلست او تحولت شخصيتها، بحكم ما تتوهج به مخيلة المؤلف، وتحت أي هاجس درامي، أنا ما زلت مهيأة لأداء سعاد خاتون، بتطور نابع من نضج التجربة.. إن شاء الله".