بيروت: جبار عودة الخطاط
رسالة لافتة في مضمونها وتوقيتها بعثها "رئيس لجنة الشؤون الخارجيَّة في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مانديز والعضو البارز في اللجنة جايمس ريتش" إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، أكدا فيها قلقهما من الشغور السياسي في لبنان، وطلبا العمل مع "شركائنا في المنطقة لدعم العملية الديمقراطية الشرعية ومرشّحين للرئاسة".
الرسالة حثّت بايدن "على العمل عن كثب مع حلفاء أميركا وشركائها من أجل الوصول إلى مرشّحين رئاسيين، يكونون مختلفين عن الرؤساء السابقين، ويملكون القدرة على خدمة الشعب اللبناني والخضوع لمحاسبته"، وشدد العضوان البارزان في رسالتهما أمس الأربعاء، على "شواغلنا إزاء المأزق السياسي في لبنان. ومن المثير للقلق أن نرى استخدام الانتخابات الرئاسية في لبنان كعقبة أمام حكومة قادرة. وستزيد هذه التكتيكات من تجميد الإصلاحات الضرورية، وتقريب لبنان من الانهيار الاقتصادي، وتقويض مصالح الأمن القومي الأميركي في كل من لبنان والمنطقة، نحث إدارتكم بقوة على الضغط لتشكيل حكومة لبنانية ملتزمة بالشفافية وبتلبية احتياجات الشعب
اللبناني".
إلى ذلك، أكد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع أنَّ "حظوظ المرشح (سليمان فرنجية) ليست كما يحاول البعض تصويرها وتسويقها، باعتبار أنه لا يحظى بالدعم المحلي المطلوب ليتبوأ سدّة الرئاسة وإنما جل ما لديه من دعم، يتركز على مساع خارجيّة محدودة، لذا يعطّل هذا البعض الانتخابات بانتظار ما يمكن أن تبدّله هذه المساعي في الواقع الداخلي".
وأضاف، "هذا الأمر بعيد المنال ومرشّح (الممانعة) لن يتمكن من الوصول أبداً، انطلاقاً من هنا، علينا الضغط عليهم للإفراج عن الاستحقاق الرئاسي والاحتكام إلى الديمقراطية وإعادة اللعبة إلى مكانها الطبيعي داخل مجلس النواب لتأخذ مجراها الدستوري"، على حد تعبيره.
وبخصوص ملف النازحين السوريين في لبنان وما يشهده من توتر، شدد جعجع خلال لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتسكا في المقر العام للحزب في معراب، على ضرورة "معالجة مسألة اللجوء في لبنان، باعتبار أنها تحوّلت من قضيّة إنسانيّة إلى مسألة سياديّة"، موضحاً أنه "بات من الواجب والضرورة على المعنيين إعادة النظر بشكل جديّ بموضوع اللاجئين السوريين في لبنان، والاستفادة من التطورات الإقليميّة للوصول إلى حل جذري في موضوع
العودة".
في السياق ذاته، ذكر وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أنَّ "الأجهزة الأمنية والعسكرية، سوف تتخذ كل التدابير الضرورية أمام مخيمات النازحين السوريين"، ولفت في تصريح صحفي من "دار الفتوى" أمس الأربعاء، إلى أنَّ "من الواجب احترام القانون اللبناني وحفظ النظام، وأن يكون السوريون في لبنان خاضعين للقانون اللبناني، ويجب تسجيلهم وتنظيم وضعهم لأنَّ الفلتان مضر بلبنان وبمصالحه"، مشدداً على "أننا لن نسمح بالتحريض على الجيش اللبناني وعلى الدولة، وعلى النازح السوري أن يلتزم بالقانون".
هذا ورأس رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اجتماعاً وزارياً للبحث بالتطورات الميدانية في ما يخص النازحين السوريين في لبنان وما زال منعقداً حتى ساعة كتابة هذا التقرير.