• الدولة بنية متكاملة لا يمكنها الصمود إلاّ بالتزام وتضامن ثلاثي: الأمّة المتماسكة، والحكم الفعّال، والاستجابة الدائمة للتحديات. الأمّة تشكّل قاعدة الدولة، والحكم يشكّل نظام الدولة، والاستجابة تشكّل قدرة وحيوية مؤسسات الدولة،.. فالأمّة والنظام والقدرة هي أضلاع نجاح الدولة.
• الدولة أمّة سياسية وطنية، هي أمّة مواطنين يشكّلون جمهور الدولة، ولا دولة إلاّ بوحدة وتماسك أمّتها الوطنية التي تشكّل قاعدة الدولة. ووحدة أمّة الدولة بوحدة معاييرها ومصالحها وهويتها. والدولة الفاشلة تلك التي لا تتشكل فيها أمّة، وتبقى تجمع أفراد وجماعات، أو تكدس مجتمعيات/هويات لا قاسم مشترك بينها ولا هوية ومصالح جامعة. وتشكيل الأمّة المتماسكة رهن الوعي والثقافة والالتزام باكتشاف أهمية الدولة وصياغة نظامها العادل.
• الحكم الفعّال يشكل نظام الدولة، فالدولة بنظامها الفعّال كما هي بأمّتها الحيّة. والحكم الفعّال هو الحكم المستمد شرعيته ومنظوماته الحاكمة من الأمة الوطنية وإرادتها وخياراتها ومصالحها،.. وهو الحكم الذي يُنجز ولا يعجز بإدارة الحكم وتأدية وظائفه، والقادر على مسايرة التطوّر واحتواء حركة التاريخ، مستنداً إلى إرادة سياسية وبرامجية لقوى سياسية مسؤولة، وإلى التزام وطني دائم بقيم وقوانين ومصالح الدولة، وإلى إصلاحات مؤسسية مستمرة ببنية الإدارة العامة، وإلى توظيف وإدارة ناجحة وخلّاقة للموارد.
•كيان الدولة برمته متصل بقدرتها على الاستجابة للتحديات المتجددة التي لن تتوقف، والنجاح بالاستجابة للتحديات يتصل بقدرات وحيوية الأمّة والنظام معاً بالبقاء والتقدم قبال كل تحد سياسي أو اقتصادي أو أمني أو حضاري، فيُترجم إلى قوة متنامية وتطور مستمر وتجدد دائم.
•الدولة ذات الأمّة المنقسمة أو الخاملة أو العدمية أو الريعية أو التي تجتاحها العصبيات والأنويات الضيقة.. أمّة كهذه لن تخلق الدولة الناجحة. والدولة ذات النظام السياسي المستبد أو اللاعادل أو الفاسد والعاجز عن إدارة مهامه ووظائفه، نظام كهذا لن يخلق دولة ناجحة. ودونما تضامن وخلّاقية متبادلة بين الأمّة المتماسكة والنظام الفعّال لن تستطع الدولة النجاح بالاستجابة لتحديات التطوّر.
• الدولة الناجحة هي الدولة المستمدة لشرعية سلطاتها من الجمهور، والمحتكمة إلى معايير المواطنة والمشاركة والتنمية المستدامة،.. وهي الدولة التي تعيش الانسجام بين أمّتها وسلطاتها فتكون معبّرة عن وحدة الفعل والهوية والمصلحة. الدولة الناجحة هي الدولة ذات المؤسسات القادرة على النهوض بالخدمات وتوظيف وإدارة الموارد البشرية والاقتصادية بكفاءة، وذات نظام ادارة فعّال متكامل قائم على الشفافية والنزاهة والمساءلة، وقادر بمنظوماته على أن يدير فعل الدولة وفقاً للقانون وسياق المؤسسات،.. هذا النجاح للدولة هو وليد التناغم والتماهي بين أمّتها الحية وحكمها الفعّال وحيوتهما معاً بالاستجابة إلى التحديات التي تواجه الدولة والحكم والوظائف بأفضل الحلول.
• نجاح ثلاثي: الأمّة المتماسكة والحكم الفعّال والاستجابة للتحديات رهن ثلاثي: المشروع الوطني الجامع والقيادة النخبوية المسؤولة وأسس الحكم الرشيد. فالأمةّ المتماسكة نتاج المشروع الوطني، والحكم الفعّال نتاج الحكم الرشيد، والاستجابة الناجحة لتحديات البقاء والتطوّر نتاج نخب وقوى الدولة وبالذات النخب والقوى السياسية المسؤولة عن فعل الدولة وكيان ومصالح أمّتها.
• دونما تماسك مجتمعي وطني، ودونما حاكمية لنظام حكم فعّال، ودونما بنية حيوية وقدرات متجددة والتزام دائم من نخب دولة.. لن ننتج دولة ناجحة.