حسن العاني
1 - انشغالات : بعد أن دخلت أجهزة التكييف الحديثة (تدفئة وتبريد) إلى قبة البرلمان، أصبحت غفوة الاعضاء، واحياناً نومهم لمدة ساعتين أو ثلاث، ظاهرة مألوفة في جميع الجلسات، وفي الآونة الاخيرة استفحلت هذه الظاهرة، خاصة في أيام الصيف الحارة جداً.
وقال الراوي ايضاً، حين يجري التصويت على مشروع او قانون ما، يستيقظ برلمانيو الحكومة، ويصيحون بصوت واحد ( وافق)، وعلى صوتهم الهادر يفز برلمانيو المعارضة، ويصيحون بصوت واحد (لا نوافق)، وقد يحصل العكس احياناً، اي نواب المعارضة يرفضون أولاً وعلى صوتهم الهادر، يفز نواب الحكومة ويعلنون عن موافقتهم، وفي الحالتين يعود الطرفان إلى اكمال الغفوة.
وظلت هذه الحالة شائعة منذ العصر العباسي لغاية عام 2003، حيث تخلى الاعضاء عن عادة النوم بعد انشغالهم بالموبايلات الحديثة.
2 - الانسان والشيطان : يقال إن الشياطين تشبه الانسان في بعض النواحي شبهاً يرقى الى مستوى التطابق، من ذلك التخصص، فكما يتوزع البشر بين آلاف المهن والحرف والآداب والعلوم والفنون.. الخ، فإن كل شيطان له مجال يعمل فيه وينشط، فهذا بين العمال أو الفلاحين، وذاك يتحرك في مجال الغرائز والنزوات او بين المصلحين.. الخ.
ويحكى أن الشيطان الذي يعمل في العراق وسط السياسيين قد استشاط غضباً وغادر البلاد، لأنه بعد أن (علّم) مجموعة كبيرة من السياسيين على تزوير شهاداتهم وسرقة المال العام، إلى أن فاضت خزائنهم بالدولارات، بحيث لم تعد المصارف المحلية تستوعب اموالهم، فخرج بها الى المصارف العربية والاجنبية، لاحظ بأن الواحد منهم، اذا اشترى حقلاً أو بنى
3 - أولويات: على مدى العشرين سنة الماضية، والتي تمثل العمر المديد لثورة السابع من نيسان المجيدة، لم يكن الخطاب الاعلامي للطبقة السياسية في العراق حول الاولويات واحداً، وهذا الامر طبيعي، ففي مرحلة قد تكون الاولوية لمواجهة البعثيين مثلاً، وفي المرحلة الاخرى قد يكون التصدي للقاعدة، وفي مرحلة ثالثة يحتل القضاء على تنظيمات داعش مركز الصدارة، وفي مرحلة رابعة تصبح الأولوية لبناء
الدولة.
وهكذا تفرض خصوصية كل مرحلة وطبيعة تحدياتها ومهماتها، نوع الأولوية واسمها وعنوانها.. ويحسب للطبقة السياسية صراحتها في الإعلان عن ذلك عبر الصحف والإذاعات والفضائيات والتصريحات الرسمية، ووضع المواطنين في الصورة كما يقال، على الرغم من أنها في مجالسها الخاصة واجتماعاتها السرية، متفقة مئة بالمئة على أن الأولوية الاولى التي لا يتقدم عليها شيء.. هي كرسي الحكم!.
