برنامج ليالى الشرق.. كنت استمع إليه من خلال اذاعة “صوت العرب” تقديم وجدى الحكيم, وعندما التحقت بها.. مذيعا في العام 1983، حرصت على مقابلة وجدى الذي حاور نجوم الفن العربى, وكم كانت سعادتي كبيرة، ان اعمل تحت رئاسته في الادارة العامة للمنوعات، وسعادتي اكبر عندما استدعاني لاستديو 25 حيث يقوم بإعادة مونتاج برنامج ليالي الشرق, بمناسبة عيد ميلاد محمد عبد الوهاب, في حلقة جمعت عبد الوهاب وعبد الحليم.
سألته: كيف جمعت بينهما؟ قال: الفكرة لحليم؛ عندما عرضت عليه ان يختار ضيفا معه فى الحلقة؛ فاختار عبد الوهاب، الذي لم يرفض ولم يغب.. تهرب, من اللقاء, ربما لان حليم، لديه اسئلة تحرج عبد الوهاب, او انه لا يريد إعطاء عبد الحليم شرفا دون غيره، وفى يوم اتصل بى عبد الحليم، وقال: انزل بسرعة عبد الوهاب فى استديو 46، وهنا عرف عبد الوهاب ان لا مفر من التسجيل مع حليم في البرنامج.
فسألته: هل ممكن أن اتصل بعبد الوهاب؟ رد وجدي: لماذا؟ قلت: لأسجل معه... نظر لي باستغراب, فهمت منه أن هذا الطلب مستحيل.. كيف لمذيع شاب مثلي، يتجرأ على محاورة عملاق كمحمد عبد الوهاب.. ظل صامتا طوال المونتاج، وأنا استمع لاصوات العملاقين وهما يتحاوران.. جملة اخيرة قالها الاستاذ الحكيم: عليك ان تحاور شخصيات اخرى بعيدا عن محمد عبد الوهاب.
مرت اربع سنوات على تلك الواقعة، حتى سألتني الاذاعية نجوى ابو النجا: ماذا فعلت للموسيقار محمد عبد الوهاب؟ إذهب الى مكتب رئيس الشبكة, إنه يريدك!
اسئلة كثيرة طرحتها على نفسي قبل أن أدخل إلى رئيس الشبكة ولم أجد أجابة, حتى عندما دخلت عنده.. كل ما حصلت عليه, ورقة عليها رقم تليفون الموسيقار محمد عبد الوهاب, قال لى حلمي البك.. رئيس الشبكة: إنه يريدك أن تتصل به.
ادرت قرص التليفون للاتصال بالموسيقار، وخرجت كلمة: “ألو” منه كأنها نغمة موسيقية.. قلت: انا شريف عبد الوهاب، المذيع في صوت العرب، قال: اهلا بسمعك.. صوتك جميل. لم اتماك نفسي من الفرحة، قلت: خير يافندم انا تحت امرك.. قال:هناك من يريد ان ينال من قامة محمد عبد الوهاب، ارجو الا تكون معول هدم.
هنا تذكرت برنامج “هناك فرق” سجلت فيه مع ملحن، سألته: هناك فرق بين موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب وبين موسيقار الجيل محمد عبد الوهاب؟ فاجاب: ما فيش حاجة اسمها موسيقار الاجيال هو هياخذ زمنه وزمن غيره! اندهشت لهذه الاجابة وذكرت الواقعة لصحفي وشاعر... قلت للموسيقار محمد عبد الوهاب: انا لم اذع الحلقة، وانا لا يمكن ان اكون معول هدم في يد احد ضد قامة مثل موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب.
قال: اشكرك ولو لك اي طلب انا تحت امرك، على الفور قلت: نعم ان اسجل معك. قال: اهلا بك انا بانتظارك.
ذهبت الى وجدي الحكيم لابلغه بانني سجلت مع عبد الوهاب.. لم يصدق، قال: انزل فورا الى الإستديو للمونتاج، ضمن اشهر برامج صوت العرب “ليالي الشرق” وهكذا كنت اسمعه فاصبحت الان اصنعه.
* امين عام شعبة الاذاعيين العرب
رئيس الشبكة الثقافية بالاذاعة المصرية
عضو لجنة القصة فى المجلس الاعلى للثقافة