بيروت: جبار عودة الخطاط
تعددت التأويلات حيال حقيقة الموقف السعودي من ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وبرغم أن السفير السعودي أكد بعد لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين حرص الرياض على انتخاب رئيس للبلاد وأن هذا الأمر موكول للبنانيين ولا تتدخل السعودية في ذلك، اختلفت القراءات السياسية لهذا الموقف، مصدر لبناني كشف لـ«الصباح» حقيقة الموقف السعودي الذي أبلغه السفير البخاري لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
ووفقاً لهذا المصدر الذي أكد لـ "الصباح" أمس السبت أن "سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري ذكر للرئيس بري خلال لقائهما في عين التينة ببيروت بأن موقف الرياض يتلخص بعدم التدخل في تفصيلات الملف الرئاسي ولن تكون جزءاً من معترك الأسماء وهي لا تضع فيتو على أحد وبالتالي فلا مشكلة لديها مع ترشيح زعيم تيار المردة إن تم ترشيحه فالمسألة لبنانية والرياض تريد إنجاز هذا الاستحقاق ليُسهم في وضع الحلول المطلوبة في الأزمة اللبنانية"، انتهى كلام المصدر ويبدو أن كلام البخاري هذا جاء منسجماً مع رسالة فرنسية تم تبليغها لرئيس مجلس النواب نبيه بري مؤداها بأن الرياض لن تعيق تسمية سليمان فرنجية للرئاسة وهذا ما خلصت إليه الاتصالات الفرنسية السعودية وبالتالي فإن زعيم تيار المردة حتى الآن هو الأقرب لتسلُّم مفاتيح قصر بعبدا، وأكثر من ذلك فإن ثمة معلومات يتم تداولها في الأروقة الخاصة في بيروت مفادها أن انتخاب رئيس جديد للبلاد بات وشيكاً وهو لن يتعدَّى تأريخ منتصف الشهر السادس، في الضفة الأخرى يشدد حزب القوات اللبنانية على أن الرياض أبلغته بأنها لن تضغط على أحد للقبول بترشيح فرنجية وهي تركت الباب مفتوحاً أمام اللبنانيين لانتخاب الشخصية
الأصلح.
في المقابل أكد حزب القوات اللبنانية المعارض لوصول فرنجية للرئاسة "أنّ الطّروحات الفرنسيّة الرّسميّة في ما يتعلّق بهذا الملف، تتناقض مع المواصفات الّتي يطرحها حزب "القوّات اللبنانية" للرّئيس العتيد، الّتي ترتكز على الشقّ السّيادي والإصلاحي والإنقاذي"، جاء ذلك خلال زيارة وفد نيابي من مجموعة "تجديد أوروبا" في البرلمان الأوروبي إلى مقر حزب القوات اللبنانية في الأشرفية، حيث كان في استقبالهم أعضاء تكتّل القوات كل من النّواب غسان حاصباني وأنطوان حبشي وإلياس اسطفان، رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في القوّات الوزير السّابق ريشار قيومجيان، عضو المجلس المركزي طوني درويش وراين بركات، ووفقاً لبيان بهذا الخصوص فإن "المجتمعين بحثوا آخر مستجدّات استحقاق رئاسة الجمهورية، فكان تأكيد قوّاتي صريحاً بأن حزب القوات لا يتفق مع الطرح الفرنسي بشأن الملف الرئاسي"، وأشار البيان إلى أنّه "كان هناك تشديد أيضاً على أنّ وصول رئيس بالمواصفات المطلوبة، يشكّل الخطوة الأولى لإنقاذ الوضع في لبنان، وللتّصدّي لعرقلة جلسات الانتخاب بهدف إيصال مرشّح بعينه لسدّة الرّئاسة" وأوضح البيان بأنه" اتّفق الجانبان على أنّ إنقاذ الرّئاسة في لبنان يبدأ بممارسة الدّيمقراطيّة السّليمة"، الوفد النيابي الأوروبي إلتقى أمس السبت أيضاً رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد، بمقر الكتلة في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت وتناول اللقاء مستجدات الملف الرئاسي والوضع في لبنان، في السياق أشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، إلى أننا "أكدنا مراراً على المقاربة الإيجابية بطرح اسم مرشح للرئاسة، واليوم أصبحت الأمور واضحة أكثر محلياً وإقليمياً، ولا ينفع الاستمرار بالمقاربة السلبية برفض الآخر من دون تقديم البديل"، وأكد قاسم في تصريح له أمس السبت أن "حزب الله لم يتوقف عن مدِّ اليد إلى شركاء الوطن بالحوار للتوصل إلى انتخاب الرئيس". ولفت إلى أننا "أعلنَّا دعمنا لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فلتطرح الكتل الأخرى مرشحها أو مرشحيها، ونحن مستعدون للتداول لتقريب وجهات النظر للخروج من المراوحة، ثم يكون الانتخاب بتطبيق الدستور لانتخاب الرئيس في المجلس النيابي" .