موسكو: وكالات
كشفت موسكو عن تشكيلها لجنة للتحقيق في عملية قصف مبنى الكرملين بطائرات مسيرة، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل أكثر من 400 جندي أوكراني.
وأعلن رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين، أن اللجنة تحاول تحديد كل الظروف التي أحاطت بالمحاولة الأوكرانية لضرب الكرملين بدرونات جوية.
وأضاف: "يقوم التحقيق بتحديد كل الظروف المحيطة بذلك الحادث". ووفقاً له، كشف الحادث من جديد الطرق التي يستخدمها المسلحون الأوكرانيون.
وقال باستريكين: "هذا الحادث هو عبارة عن تأكيد آخر على أن ارتكاب الهجمات الإرهابية هو نمط نموذجي للقوميين الأوكرانيين. ويلفت النظر إلى أن هذا الأمر تم عشية الاحتفال بالعيد الوطني - يوم النصر".. وكانت الخدمة الصحفية للكرملين قد أفادت أنه في ليلة 3 آيار، حاول نظام كييف قصف مقر إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بطائرات مسيرة، إلا أنه تم إحباط الهجوم. ولم تقع إصابات أو أضرار بالممتلكات نتيجة لذلك، فيما قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف في وقت لاحق إن رئيس الدولة لم يكن في الكرملين في هذا الوقت.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية امس السبت أن الجيش الأوكراني خسر أكثر من 400 جندي، إضافة إلى عدد من الدبابات والمدرعات والمدافع وغيرها من المعدات العسكرية خلال اليوم الماضي. وأوضحت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي أن قواتها قضت على أكثر من 185 من الجنود الأوكرانيين والمرتزقة الأجانب على محور دونيتسك، حيث تواصل الفصائل الهجومية خوض معارك في الجزء الغربي من مدينة أرتيوموفسك (باخموت)، مدعومة من قوات الإنزال الجوي والمدفعية والطيران.
وقتل نحو 50 جندياً أوكرانياً على محور كوبيانسك، و60 جندياً على محور كراسني ليمان، و90 جندياً على محوري جنوب دونيتسك وزابوروجيه، و35 جندياً على محور خيرسون. ومن المعدات العسكرية الأوكرانية التي تم تدميرها على المحاور المذكورة مدفع ذاتي الحركة "أكاسيا"، واثنان من مدافع ذاتية الحركة من طراز "غفوزديكا"، و4 مدافع هاوتزر D-30، وقطعتان من مدافع هاوتزر D-20، ودبابة، إضافة إلى عدد من المدرعات والمركبات العسكرية الخاصة.
في المقابل، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن أن "أوكرانيا ستفقد المساعدات الخارجية، إذا فشلت في تحقيق توقعات الولايات المتحدة خلال الحرب ضد روسيا" .
وأضافت الصحيفة في مقالتها: "تتعرض كييف لضغط هائل من جانب مؤيديها الغربيين. وتعتبر الولايات المتحدة وحلفاؤها الهجوم المضاد الأوكراني، بمثابة الاختبار الحاسم لما إذا كانت أسلحتهم وتدريبهم وذخائرهم يمكن أن تؤدي إلى مكاسب كبيرة للقوات الأوكرانية في الجبهة". وشددت الصحيفة على أن ما ورد أعلاه، أصبح مصدر قلق لكبار المسؤولين في كييف، الذين يعرفون أنه بخلاف قوة العضلات والإبداع في ساحة المعركة، فإن تحقيق النصر قد ينتهي في النهاية إلى اختبار في الإرادة بين الكرملين والغرب – وهو سيكون طبعاً لجانب الطرف الذي يمكنه حشد المزيد من السياسة والقوة الاقتصادية والصناعية. ويرى كاتب المقالة، أن النخبة الأوكرانية تشعر وكأن الوقت أخذ يتبخر بالنسبة لها.
ومن المعروف، أن السياسيين الغربيين يؤكدون باستمرار على ضرورة صمود أوكرانيا وإلحاقها الهزيمة بروسيا في ساحة المعركة، ويقومون بضخ الأسلحة بشكل متزايد لنظام كييف.
وفي السياق نفسه، أعرب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، عن اعتقاده بأن ألمانيا ستفقد قريباً قيادتها السياسية والاقتصادية لأوروبا لفترة طويلة بسبب تكاليف العقوبات ضد روسيا. وأشار مدفيديف إلى أنه بعد فرض العدد "القاتل" من العقوبات ضد روسيا، يتعين على ألمانيا "حساب خسائرها الهائلة بنفسها" .
ونوه بأن ألمانيا تخلت عن استيراد المحروقات الروسية، لكن الولايات المتحدة والنرويج وهولندا ودول الشرق الأوسط ليست مستعدة لتوريد النفط والغاز لألمانيا بشروط مواتية. وقال مدفيديف،: إنه ليس من الواضح الآن كيف سيشرح مكتب المستشار الاتحادي الألماني وهو يرمش بعينيه ببراءة، للمواطنين كيف تدهور الاقتصاد الألماني بهذا الشكل. وشدد على أن الحكومة الألمانية، بعد أن قررت رفض التعاون مع روسيا في قطاع الطاقة، لم تستطع إيجاد محرك بديل لتنمية البلاد.
وتابع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي القول: "بهذه الوتيرة المتسارعة، ستفقد ألمانيا قريباً موقعها الرائد في المجالين السياسي والاقتصاد في أوروبا الموحدة لفترة طويلة. مما يسعد الأوروبيين الآخرين - فرنسا وبريطانيا. وهذا يعني الانهيار الكامل لأولئك المعتلين السياسيين الذين قالوا يمكن للألمان أن يعيشوا بسهولة بدون روسيا" .