السوداني.. مهمة وساطة سياسية في كردستان

الأولى 2023/05/08
...

 السليمانية: كريم الأنصاري


سيكون بانتظار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في الأيام المقبلة، أداء مهمة نادرة لرئيس الحكومة الاتحادية في أن يتوسط لتقريب وجهات النظر بين الخصمين الكرديين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني لحل الأزمة السياسية المستعصية في الإقليم منذ أشهر.

طلب الوساطة جاء من رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الذي زار بغداد مؤخراً والتقى السوداني قبيل مشاركته في فعاليات منتدى العراق ببغداد، ويتضح أن مسار التقارب السياسي بين بغداد وأربيل أدى إلى أن يكون رئيس الوزراء مقبولاً للتدخل في قضايا الإقليم الداخلية التي لطالما كانت قواه السياسية قد أبعدتها عن تدخلات بغداد. ويرى البعض أن قرب قوى الإطار التنسيقي من الاتحاد الوطني الكردستاني، قد يمنح السوداني كعباً عالياً في إيجاد سبيل لحل الأزمة السياسية في الإقليم، خصوصاً أن الديمقراطي لا يزال مصراً على موعد انتخابات برلمان إقليم كردستان من دون التوصل إلى اتفاق بشأن بقية القضايا العالقة ومن بينها انتخاب مجلس مفوضية جديد وتعديل قانون الانتخابات في الإقليم.

وكان رئيس الإقليم نجيرفان بارزاني، قال خلال فعاليات منتدى العراق: إن "مقاطعة وزراء الاتحاد لحكومة الإقليم، لا يخدم الحكومة، أنا ورئيس حكومة الإقليم طلبنا منهم العودة لحل المشكلات".

وأوضح عضو الاتحاد الوطني برهان شيخ رؤوف أن "رئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني طلب من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التدخل لحل الخلافات مع الديمقراطي الكردستاني".

وأضاف رؤوف، في حديث لـ"الصباح"، "لم نسمع عن أي خطوة من السوداني باتجاه العمل على تقريب وجهات النظر لغاية الآن، لكننا سنرحب بأي مبادرات ووساطات لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات السياسية".

زميل رؤوف في الاتحاد الكردستاني ديار عقراوي قال: إن "دعوة بارزاني للسوداني من أجل التوسط تعني تطور المشكلات بين الحزبين وتأزم الأوضاع"، لافتاً إلى أنه "لم يعد باستطاعة رئاسة إقليم كردستان حل هذه المشكلات، ولهذا طلب بارزاني من السوداني التدخل".

وأضاف عقراوي، في حديث لـ"الصباح"، أن "تزايد هذه المشكلات وعدم حل الخلافات القائمة بين الجانبين سيؤثران في الحياة اليومية للمواطنين في إقليم كردستان وسينعكس ذلك سلبا على الواقع في بغداد"، مشيرا إلى أن الاتحاد "يرحب بالمبادرات، خاصة إذا كانت من شخص رئيس الوزراء السوداني".

وتابع عقراوي أن "جهات إقليمية ودولية عدة، بينها مساعد وزارة الخارجية الأميركية، بادروا للتوسط والجلوس مع الطرفين، كما أبدى قوباد طالباني نائب رئيس حكومة الإقليم ترحيبه بأي مبادرة لحل المشكلات العالقة مع الحزب الديمقراطي".

بدوره، نفى عضو الديمقراطي الكردستاني صبحي المندلاوي وجود مساع لإدخال السوداني وسيطاً مع الاتحاد، وقال، لـ"الصباح"، "بحسب رأيي الشخصي لا أعتقد بأننا نطلب من أي طرف التوسط بيننا وبين الاتحاد الوطني، لأن قنوات التواصل موجودة بين الطرفين، لذلك لا نحتاج إلى طرف ثالث للتدخل".

في حين رأى السياسي المستقل شاهو آميدي، أن "لجوء الديمقراطي ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني إلى وساطة الحكومة الاتحادية لإصلاح شأن البيت الكردي خطوة مهمة".

وقال آميدي، لـ"الصباح"، "أخيراً أدركت الأحزاب الكردية أن بغداد هي عمق الإقليم وأن الحل فيها، وليس في الوساطات والتدخلات الإقليمية والدولية التي تعمل وفق مصالحها"، لافتاً إلى أن "السوداني سينجح في الوساطة بما يمتلكه من كاريزما وقدرة على تفكيك الأزمات بمساعدة الجو السياسي، والحكومة الاتحادية ترغب باستقرار الأوضاع في الإقليم".


 تحرير: علي عبد الخالق