نافع الناجي
تصوير: خضير العتابي
مشروع بناء المدارس رقم واحد تعود عجلته الى الدوران من جديد بعد سنوات من التوقف، بنايات مدرسية جديدة قطعت فيها الأعمال مراحل متقدمة، بعد توقف التخصيصات المالية لعشرات الشركات، التي أحيلت اليها المدارس بهدف إنجاز أكبر عدد ممكن من المباني المدرسية، خصوصا أن معظم مدارسنا تعاني من ازدواج الدوام واكتظاظ الصفوف بأعداد التلاميذ.
عام الإنجاز
تسعى وزارة التربية الى أن يكون العام الحالي هو عام إنجاز الأبنية المدرسية، إذ شهدت الشهور الأخيرة جهوداً مكثفة وحملة كبيرة للمباشرة بإعادة تأهيل وترميم وتوسعة وبناء مئات المدارس التي توزعت بمختلف أنحاء البلاد.
المتحدث الرسمي لوزارة التربية، كريم السيد أوضح، أن “تفاصيل العمل قد بدأت فعليا بهذه المواقع، وجرى تحديد كشوفاتها في أكثر من 75 موقعاً”، وأضاف “لدينا ما لا يقل عن 106 مواقع لمدارس جديدة، سيتم إنجازها بنهاية العام الجاري، وهذه المشاريع كانت متوقفة بالكامل خلال الفترة
المنصرمة”.
مليون تلميذ سنوياً
وفي ما يتعلق بإجراءات استملاك الأراضي، كشف السيد “نعمل بشكل جدّي لأجل تجهيز واستملاك أراضٍ للمرحلة القادمة، بفعل التوسع السكاني الكبير الذي تشهده مدن ومحافظات العراق، وكما تعلمون فنحن لدينا مدخلات بحدود المليون تلميذ وطالب جديد في العام الواحد”.
وتعاني مناطق الرصافة وشرقي القناة في العاصمة بغداد، ذات الكثافة السكانية العالية من نقصٍ وتعثر اتمام الأبنية المدرسية، حيث شهدت الفترة الماضية سحب العمل من الشركات المتلكئة، والمضي بإنجاز نحو سبعين مدرسة، ستكون جاهزة لاحتضان الطلبة والملاكات التربوية بنهاية العام الحالي، بحسب مصادر وزارة
التربية.
قروضٌ ومشاريع
يقول حسين ناصر العبودي، مدير عام تربية الرصافة الثانية، إن “هذا المشروع منذ العام 2011 لم ير النور، ففي مدينة الصدر هناك 47 مدرسة لم تنفذ، وأهملت متابعتها الجهات القانونية والرقابية في الوزارة”، وأضاف “وجه معالي الوزير بسحب العمل من الشركات المتلكئة، إضافة الى مشاريع أخرى تخص الأبنية المدرسية”.
وأشار العبودي الى “قرب إنجاز 67 مشروعاً مدرسياً في مدينة الصدر من المشاريع، التي كانت متلكئة، ستكون جاهزة قبل نهاية العام لإحتضان طلبتنا وأبنائنا الأعزاء”.وبحسب البرنامج الحكومي، فإن وزارة التربية تعمل بكل طاقاتها على إنجاز الأبنية المدرسية من خلال أكثر من محور، منها العقد الصيني وقروض البنك الدولي والقرض الكويتي، وتحريك العمل بمشروع رقم واحد واستملاك الأراضي وجعلها بنايات تربوية، فضلاً عن تحويل المدارس الكرفانية الى أبنيةٍ متكاملة.
صيانة وتأهيل
مدير عام تربية المثنى بالوكالة علي ساجت الخزعلي، قال “يتم العمل حاليا بـ 34 مدرسة في عموم أقضية ونواحي المحافظة، ومعظم تلك المدارس دخلت حيز التنفيذ، ومنها 19 مدرسة ستكون جاهزة بنهاية العام 2023، والأخرى ستنجز في العام القادم”.
وأضاف، إن”شعبة الأبنية المدرسية تواصل إكمال الكشوفات الخاصة بالمدارس المشمولة بالصيانة والتي تزيد على (32) مدرسة موزعة بين مختلف أنحاء المحافظة، وحسب حاجة المدارس للترميم والصيانة”.
وأشار الخزعلي إلى أن “المعيار الرئيس في تحديد المدارس المشمولة، من خلال الكشوفات وطلبات إدارات المدارس”، مشيراً إلى أن “المحافظة ستشمل بعددٍ آخر من المدارس عند إقرار الموازنة، ولذلك فإن شعبة الأبنية المدرسية تواصل العمل حتى أيام العطل الرسمية، لإكمال الكشوفات بالسرعة والوقت المحدد “.
مدارس جديدة
الى ذلك وضعت الأمانة العامة لمجلس الوزراء والحكومة المحلية في محافظة المثنى حجر الأساس لـ 53 مدرسة، تمثل المرحلة الأولى من الإتفاقية العراقية - الصينية لإنشاء المدارس.
وأوضح معاون مدير عام تربية المحافظة، سعد كاظم “يعد هذا المشروع من مشاريع البنية التحتية المدرسية الحيوية في البلاد، الذي نأمل من خلال تنفيذه خلال عامٍ واحد، المساهمة في فك الاختناقات الحاصلة في محافظة المثنى” .
وقال “تم وضع حجر الأساس لبناء 53 مدرسة جديدة، وهي حصة محافظة المثنى في المرحلة الأولى، حيث تكون سعة الصفوف بثلاثة تصاميم (12 صفاً، 18 صفاً و 24 صفاً)”، مشيراً إلى إن “هذه المشاريع تهدف الى فك الاختناقات الحاصلة في المدارس وكذلك الحد من الدوام المزدوج والمدارس الطينية”.
وبيّن “المديرية تسعى جاهدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة والتلاميذ، نتيجة الكثافة السكانية التي تعاني منها مدن المحافظة”.
القرض الصيني
نهاية العام الجاري ومنتصف العام المقبل هو الموعد المنتظر، لإضافة هذه البنايات الى أعداد المدارس في المثنى، بينما تواصل الشركات الصينية عملية البناء لـ53 مدرسة أخرى، أرقام ربما تساهم في حل مشكلة الدوام المزدوج.
ويؤكد المعاون الفني سعد كاظم “من المؤمل انجاز هذا المشروع خلال الفترة المحددة في قابل الأيام، والتي تستوعب الأعداد الكبيرة من الطلبة في عموم مناطق المحافظة”، لافتاً إلى أنه “من الممكن الاستغناء في حال انجاز تلك المشاريع عن المدارس الكرفانية في قرى وأطراف المثنى، والتي تم شمولها في مشروع القرض الصيني وأغلبها تجاوزت نسب الانجاز فيها 60 %”.
وشهدت العشرون عاما الماضية، بحسب مديرية التخطيط في المثنى بناء ثلاثمئة وخمسين مدرسة جديدة، لكن الزيادة السنوية في أعداد السكان وزيادة الإقبال على التعليم كحركة مجتمعية وتوجه حكومي، يمثل تحديا للحاق بأعداد المدارس المطلوبة، والتي تتجاوز الـمئة مدرسة.