رغد دحام
استيقظ العشريني (مجد) الخريج من احدى الجامعات منذ اكثر من 10 اعوام والذي بقي طوال تلك الاعوام من دون عمل، فبقيت أحلامه بين مطرقة الواسطة وسندان ضياع الفرص والغبن الاجتماعي، ليقرر أن ينهض بواقعه الاقتصادي بالاعتماد على محور التواصل بين الناس، والتي تتمثل بمواقع التواصل الاجتماعي. حيث سعى (مجد) وراء ايجاد سلع بسيطة وبتكلفة قليلة وارباح جيدة، ليبدأ مشروعه في بيج للمبيعات على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون البقاء تحت رحمة رأس المال العالي واصحاب الايجارات الخيالية.
مشروع
ومما لا شك فيه أن هذا المشروع أصبح منفذا ومتنفسا اقتصاديا للعديد من الشباب والشابات، فالعمل يكون من داخل المنزل، ولا يحتاج الى رأس مال عالٍ، يثقل كاهل أي شاب يعاني من الضيق الاقتصادي أو قلة الموارد.
يقول عضو مجلس إدارة غرفة تجارة بغداد رشيد السعدي لـ (الصباح): إن هذه المشاريع تعتبر من البدايات الاقتصادية الناجحة، والتي سلكتها مجموعة من الشباب، إلا أن هنالك جملة من الملاحظات والشكاوى على جودة تلك السلع.
وبيَّن السعدي أنه "في بعض الأحيان نواجه مشكلات، سواء في المواصفة أو العرض، الذي يعلن عنه لا يطابق ما يصل للزبون"، مبينا أنه "على الرغم من جميع الملاحظات، إلا أنها جانب حضاري تتبعه الشركات العالمية".
وتابع أن "العديد من شركات السيارات والعقارات تعرض سلعا، حتى من دون أن تمتلك سلعا وتتم إدارته عبر المواقع الالكترونية، إلا أن هنالك مطالب لسيطرة الدولة على هذا الامر".
مواقع الكترونيَّة
وأشارت تقارير إلى أن أكثر من مليار شخص حول العالم يتعاملون بالبيع والشراء الالكتروني وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ المهتمون بالشأن الاقتصادي في مراجعة الأرباح، التي قد يجنيها الباعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن تعزيزها للاقتصاد الداخلي، حيث وجدت الحرف والصناعات اليدوية مساحة كبيرة وواسعة لها فيه.
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي عبد الرحمن السراجي لـ (الصباح) أن "انتشار بيجات بيع السلع عبر المواقع الالكترونية، هو استحداث نمط اقتصادي بسبب تراجع الوضع الاقتصادي في الدول".
وقال السراجي إن "طبقات الناس تحاول إيجاد اي حالة عملية لكسب الرزق، وفقا لما يتمكنون، وإن موضوع البيجات أو المندوبين يعتبر من المجالات الجيدة لكسب الرزق، حتى يكون أفضلها في بعض الأحيان".
وتابع أن "الإشكال الاساسي في عدم الدقة والمصداقية في التعامل، حيث إن هنالك البعض يجملون البضاعة، وهي ليست بالمواصفات المطلوبة، فهو يلجأ إلى التهليل وتجميلها"، مؤكدا أن "ندعم كسب الرزق وأن أغلب رواد البيجات وأصحابها من النساء".
تمويلٌ وتسويق
وعمد العديد من الاشخاص إلى استيراد السلع من الأسواق الأوروبية، كالملابس المستخدمة والأجهزة الكهربائية ومواد التجميل وغيرها، والتي تخضع إلى رقابة كبيرة في المنافذ الحدودية والجمارك لمنع دخول، أي مواد ضارة او ممنوعة.
ووصف أصحاب البيجات على مواقع التواصل الاجتماعي أرباحهم من البيع الالكتروني بالارباح الصافية، التي لا تحتاج إلى مصاريف سوى رأس المال، حتى أن العديد منهم يحاولون تجنب تمويل صفحاتهم، من خلال الاعلان المتبادل بين الصفحات والبيجات.
يوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا لـ (الصباح) أن "وزارة الداخلية تتابع بيجات وصفحات بيع السلع، خصوصا الممنوعة منها، وأن هنالك جهاتٍ متخصصة لهذا الأمر".
وتابع المحنا أن "تتم متابعة السلع الممنوعة أو البيجات، التي يكون محتواها لا أخلاقيا او تنافي القانون".
وتمكن أمجد من ايجاد سبيل للرزق، من دون الحاجة إلى التذلل لأرباب العمل، أو ما انتظار التعيين، فأصبح له مشروعه الخاص، والذي اشترك معه وساعده فيه أفراد عائلته، أما عن طريق الترويج او تلقي الطلبات، أو تجهيز السلع.