الملاذ

ثقافة شعبية 2023/05/11
...

كاظم غيلان 

يضطر الإنسان في ساعات الضيق إلى أن يستنجد بمنقذه، مهما كان المنقذ حتى في المتخيل والمفترض، وحتى في الممكن بعالم الرؤيا، المهم أنه يبحث عمن ينقذه من محنته، وورطته، ومعركته .

لا أدري إن كان البعض يقتنع أم لا بمنقذي فذلك الأمر يعود له، لكن من حقي أن أعلن عن منقذي من  دون ذكر اسمه الثلاثي واللقب، فالعديد من أصدقاء، أحبهم جداً لكن لا أعرف لأي قبيلة ينتمون أو يعودون، ولا علاقة لي بأي انتماء طائفي أو ديني لهم، فقد نشأت في حي اسمه (التوراة) الذي تآخى به اليهود والمسيح والشيعة والسنة دونما مشكلة واحدة تذكر، والمعمرون من بقايا أبناء هذا الحي يتحدثون للحظة هذه عن إنسانية وعلمية الطبيب اليهودي الراحل (داوود كباي) المكنى بـ (داوود كبايه) الذي قام بختاني بعد مغادرته ميسان واستقراره الأول في شارع المشجر- 

بغداد .

أتمنى ألا يفهم البعض بأن ما ذكرته شيء من الدعاية للماسونية العالمية، ولا المحلية، ولا الإقليمية، فالإنسانية عندي فوق ذلك كله، لا سيما إنني عذبت جسدياً على يد ضابط استخبارات (ابن ولايتي) أثناء اعتقالي في العام 1982 الذي(سهل) لي الوصول لـ (محكمة الثورة) جازاه الله خيراً بتعذيبه لي!.

المنقذ الذي ألوذ به قد لا يصدقه البعض.

 ذات ظهيرة تسعينية والحصار في ذروته كنت أصغي لصوت (فائزة احمد) عند تقاطع الباب المعظم وبدأت بالبكاء، مسك بي أحد العاملين من إخوتنا المصريين بمطعم(فلافل) كان على معرفة بي لأنني من (رواد) مطعمهم ليعرف سر دموعي فأومأت لمكبر الصوت وإذا به يصرخ: انت بتحب فايزة؟

أومأت بالايجاب فإذا به هو الآخر يبكي !

توحدت دموعنا فكلانا في غربة، تلفنا وحشة الفراق والبعد عن أوطان ومدن وصداقات وذاكرة يغطيها الجحيم، كلانا يبحث عن مدرسته الابتدائية وحارته وضيعته ولذا كتبت وصرخت في ذات قصيدة 

يومها:

يا باب المعظم بيك ادك جم باب؟

الأبواب موصدة تماماً والبحث عن منقذي لم يزل جارياً و: الله كريم. لنذهب إلى الغناء، فهو خير 

معين