قراءة في معجم اللهجة العراقية

ثقافة شعبية 2023/05/11
...

 عرض: عادل العرداوي 

وقعت بيدي قبل أيام نسخة من (معجم مفردات اللهجة العراقية، ومايقابلها في اللغة العربية) لمؤلفه الباحث هاشم جاسم العزاوي (بكالوريوس تاريخ) الصادر في عام / 2022 وكتب مقدمته المعني بأدب الأطفال الباحث جاسم محمد صالح ..

والمعجم المطبوع في مطبعة الرفاه ببغداد / طبعة أولى يضم (238) صفحة من الحجم المتوسط، جمع فيه مؤلفه قرابة (3097) مثلاً ومفردة عامية شائعة التقطها من الحياة الاجتماعية في الأرياف والبوادي والمدن، وكان الغالب فيها ما هو شائع في أرياف محافظة ديالى وذلك أمر طبيعي جداً باعتبار أن جامع تلك المفردات والأمثال هو بالأساس من ريف ديالى وعاش وترعرع فيه هو وأسرته والتقطت أذناه عشرات المفردات العامية من أفواه الناس مباشرة.

وكما أسلفت فإن مؤلف الكتاب العزاوي أعطى لكل مثل أو مفردة رقماً متسلسلاً مع شرح واف عن معنى تلك المفردة وأصولها في اللغة العربية، وقد سجلت على جزء من تلك الأمثال والمفردات ملاحظات وتنقيحات عابرة لا تؤثر ولا تقلل من أهمية جهد مؤلف الكتاب، بل تعزز ماورد فيه من معلومات وربما سيستفيد منها المؤلف إذا اتيحت له الفرصة لإعادة طبع هذا الجزء الأول من كتابه لتصبح طبعة مزيدة ومنقحة وهذا ما نهدف له ..

فقد ذكر في الرقم / 69 مفردة (المگيار) والمقصود هو (المگوار) المعروف في مناطق واسعة من أرياف العراق الوسطى والجنوبية وهو عبارة عن عصا قوية ينتهي أحد طرفيها بكرة سوداء من القار تستخدم أيام زمان كسلاح أبيض للدفاع عن النفس وقد استخدمه ثوار ثورة العشرين في مواجهة قوات الاحتلال البريطاني يومها أطلقوا أهزوجتهم الشهيرة (الطوب احسن 

لو مگواري..؟).

-الرقم / 86: مفردة (الكوارة) ويقصد بذلك (السدانة) المصنوعة يدوياً من الطين الحري وهي تشبه التنور الطيني، كان أهل الريف يصنعونها بأيديهم لخزن الحبوب فيها مثل الحنطة والشعر والرز والماش وغيرها، وتتعرض للانهيار عندما تهطل الأمطار عليها أو يحيطها الماء من كل جوانبها، فإنها ستنهار رأساً على عقب لا محال لذلك وصفوا حالة من كانت أحواله مزرية! بقولهم : (حاله حال السدانة بالماي) .

- الرقم / 90 مفردة (الحشر) والمقصود بذلك التجمع الكبير للناس للقيام بعمل تطوعي (مجاني) فيه منفعة عامة مثل انشاء سد ترابي لحماية قرية ما من الغرق أيام الفيضانات أو اطفاء حريق التهم بيوت القرية وغيرها، وتعني مفردة الحشر يوم الحساب أو يوم القيامة يوم يحشر الناس حشراً، وقالت شاعرة الدارمي في ذلك :

عذبني اشمابيك أنه ارضه يهواي 

(بالحشر )حتى ايطول موگافك أوياي.!.

- الرقم / 91 مفردة (السركال) وهو احد معاوني شيخ العشيرة ومن يتابع بشكل صارم عمل الفلاحين الذين يعملون في مزرعة الشيخ، وقد أورد المؤلف تفسيراً غريباً لهذه الشخصية المعروفة والمقيتة في الريف العراقي ونعته ( بالچرخچي ) وهذا غير صحيح لأن الچرخچي كما هو معلوم (الحارس الليلي / ) الوحاش وليس كما أورد 

المؤلف ..!

-الرقم/  92 مفردة (الشيلم) هذه التسمية غير معروفة في أجزاء أخرى من الريف العراقي بل إن اسمها الحقيقي (الشمبلان) وهو نبات ينمو في مجاري المياه والأنهار والجداول والأهوار ويمنع انسيابية المياه ما يدفع بالفلاحين عبر حملات لقصه وإزالته بين حين وآخرى.

- الرقم / 93 مفردة (الشحنة) وهي مفردة لشخصية المراقب الموكل من قبل صاحب الأرض الزراعية لمراقبة ومتابعة عمل الفلاحين في تلك الأرض وهو ذو سطوة وقسوة في تعامله معهم  في زمن سيطرة الاقطاع على الزراعة وكان الفلاحون يخشونه كثيراً، وفي مرة من المرات لجأ حصان الشحنة لشرب الماء من إحدى السواقي في قرية ما زارها الشحنة، عندها أصبحت هذه الحادثة العادية حدثاً تاريخياً لا ينسى وكأنها المثل الشعبي يستخدمونه في كلامهم المتداول بقولهم (ذيچ السنه أورد احصان الشحنة).

- الرقم/  97 مفردة (الرباب) هي صفة شخص يقوم بعملية تبيض  وجلي وتنظيف الأواني البيتية المصنوعة من النحاس (الصفر) في أسواق الصفافير) وفي بغداد يطلقون عليه تسمية (المبيضچي ) وهو خير مبيضچي الجدران بالجص ..!

- الرقم / 100 مفردة (الكتاب ) وجمعها كتاتيب وهي المدارس القديمة التي كانت شائعة قبل التعليم الحديث الحالي، وأحياناً يطلق عليها ( الملا ) نسبة إلى المعلم أو المعلمة التي تتولى تعليم الصبيان قراءة القرآن الكريم وختمته، ولا بد من الإشارة هنا إلى  أن المرحومة جدتي لابي (الملا علاية) كانت صاحبة كتاب لتعليم الصبيان في مركز قضاء ابو صخير / محافظة النجف بداية القرن العشرين المنصرم.

-الرقم / 109 مفردة ( الود - الثبت) هذه المفردة غير مستخدمة بشكل واسع، وبديلها مفردة (الوتد) ويقولون للجماعة : ثبتوا أوتاد الخيمة قبل أن تقع على الأرض.!

-الرقم / 112 مفردة (الفوطة) وأحياناً تسمى (الشيلة) لذلك يقولون وهم يصفون احداهن:

افلانه صارت مره امعصبه ومشيله .!

(يتبع)