المتشائم هو ذلك الذي يمضي في حياته كئيباً وكأنَّ مصائب الدنيا وقعت كلها فوق رأسه. فهو أشبه بمن يجلس بمكانٍ اجتمع فيه الماء والخضراء والوجه الحسن.. ومع ذلك تجده يتحدث عن الموت.
وما لا تطيقه في المتشائم أنه يريد منك أنْ تُصغي الى شكواه ومنغصات حياته مع أنَّ لديك ما يكفي من هذه المنغصات.
ومن الطبيعي أنَّ لدى كلّ واحدٍ منّا هذا القدر أو ذاك من التشاؤم، غير أنك تستطيع أنْ تكون أقل تشاؤماً إذا:
* راقبت الآخرين الذين حققوا النجاحات التي تحلم بها وفكّرت في أنَّ أحد أهم أسباب نجاحهم أنَّهم كانوا متفائلين، وأنَّ التفاؤل هو الذي منحهم النشاط والحماس والمثابرة، وأنَّك ستحقق ما حققوه.. إنْ بدأت.
* تجنبت الاختلاط بأشخاصٍ سلبيين، لأنَّهم يلبسونك نظارت سوداء ويقتلون الأمل بداخلك، ويضعون الحديد برجليك.
* إنْ وجدت نفسك في طريقك الى الاكتئاب، استعن باستشاري نفسي. ولك أنْ تعلم أنَّ من علامات الاكتئاب: فقدان الاهتمام بالعمل، أو بالأسرة، أو بالمرح، الأرق أو الإفراط في النوم، الإفراط في الأكل أو فقدان الشهيَّة، الأسى الشديد، تدني احترام الذات، وأخطرها إنْ أصبحت تكره نفسك والحياة.
والحياة يا عزيزي، ليست دائماً معنا، فهي قد تخذلنا، ومن نعتمد عليهم قد يخيبون أملنا فيهم. والثروة قد تضيع بين يوم وليلة، والصحة قد تتدهور فجأة.
وعندما تصيبنا المحن، يشعر بعض الناس بالاستياء الشديد تجاه البعض الآخر، أو تجاه الحياة عموماً، ويصرّون على انتزاع شيء مما فقدوه. والبعض الآخر يتقبل مصيره ويمضي قدماً في حياته من أجل الاستفادة منها على أفضل وجه.
وأجمل ما في الإنسان تحرير نفسه من الضغينة. نعم قد يبدو الأمر صعباً، ولكنك تستطيع إنْ عملت بالآتي:
* لا تدع المحن تحولك الى مُطالبٍ شاهراً سيفه ليل نهار. ابحث عن الأشياء الأسمى في الحياة وانجز عملاً استثنائياً، وزد من معارفك، ومدَّ يد المساعدة للآخرين ليخرجوا من الأزمات التي وقعت
أنت فيها.
* اسأل من تثق بهم أنْ يضربوا لك مثلاً على نقيصة يرونها في سلوكك ناجمة عن ضغينة تضمرها أنّا ذهبت. وحين تتخلص منها، أطلب منهم أنْ يقترحوا عليك نقيصة أخرى ناجمة عن ضغينة أخرى.
* اغفر لأي شخصٍ قد يكون أخطأ في حقك، وواصل مشوار حياتك. وتذكر دائماً أنَّ كراهية الآخرين تشبه إشعال النار في المنزل للتخلص من الفأر.
إنك إنْ فعلت هذا، أحبك الله والناس، وأحببت نفسك والحياة، مع خالص محبتنا.