بيروت: جبار عودة الخطاط
يتساءل مراقبون إن كانت الرياض قد حسمت أمرها إزاء رفع كل العقبات من أمام ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة في لبنان، فالحراك السعودي الناشط في هذا المسار يشي بتحول واضح تعززه تصريحات لافتة من قبل السفير وليد البخاري بعدم وجود "فيتو" على زعيم تيار المردة، في وقت تسعى فيه قطر إلى لم الشتات الماروني وجمع التيار العوني وحزب القوات والكتائب على كلمة مرشح واحد يقف بالضد من فرنجية.
في هذا السياق، جاءت زيارة المرشح الأقوى فرنجية إلى السفارة السعودية وتناول الفطور على مائدة السفير وليد البخاري الذي كما تفيد المعلومات أبدى وداً واضحاً لزائره (المهم)، وفي المعلومات أن فرنجية والبخاري بحثا التطورات الراهنة والملف اللبناني، تحدّث بعدها فرنجية عن أجواء ودية وإيجابية. وهنا، تنتظر الأوساط السياسية إطلالة زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يوم الاثنين المقبل، ليضع النقاط على الحروف بخصوص مقاربته الرئاسية وما إذا كان سيسير بترشيح فرنجية على غرار صديقه التأريخي نبيه بري بحيث ينأى بشكل تام عن جبهة المعارضة لزعيم تيار المردة، أم أنه ستكون له كلمة توافقية لطرح الخيار الثالث كما فعلها قبل أسابيع. في غضون ذلك، تواصل قطر جهودها من أجل جمع القوى المعارضة لخيار سليمان فرنجية ساعية لجمع (التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وقوى معارضة أخرى) بغية تبني مرشح يستطيع مواجهة ترشيح فرنجية وتكون له حظوظ في المعترك الرئاسي، وتطرح اسم قائد الجيش العماد جوزف عون كخيار ناجع برأيها مع الإبقاء على دراسة خيارات أخرى بعيدة عن فرنجية إن تعذر المسير بقائد الجيش. لكن الدوحة تعتقد أن قائد الجيش يحظى بدعم أميركي وهو الخيار الأسلم في هذا الإطار، ويبقى هذا الأمر رهن توافق القوى المارونية التي مازالت تعاني من التشظي والتقاطعات حتى الآن.