بغداد: ضياء الأسدي
أفصح نائب الرئيس التنفيذي الأقدم للوكالة الدوليَّة (جايكا) البروفيسور جونجي يامادا عن أنَّ إجمالي قروض الوكالة لإعادة إعمار البنى التحتية للعراق بلغ نحو 10 مليارات دولار أميركي منذ أن أعلنت الحكومة اليابانية دعمها للعراق.
وبيّن يامادا لـ"الصباح" خلال زيارته العراق التي التقى فيها عدداً من المسؤولين الحكوميين أنَّ العراق يحتل المرتبة السابعة عالمياً في محفظة قروض جايكا، في حين لم يتلق أي بلد هذا العدد الكبير من القروض في مثل هذه الفترة القصيرة البالغة 15 عاماً.
وأضاف أنَّ الحكومة اليابانية وجايكا دعمتا العراق حتى هذه اللحظة بنحو 11.5 مليار دولار بما في ذلك المنح، وهو أكثر من ضعف المبلغ الذي تم التعهد به في ذلك الوقت، فضلاً عن تلقي أكثر من 10000 عراقي تدريبات بشكل رئيس في اليابان، بغية المساعدة في تطوير القابليات وتنفيذ مشاريع تعاون فني في المجالات كافة، ومنها الزراعة وسلامة العمال والتخطيط العمراني وتخطيط الموانئ والصحة، وبما يعزز الاستقرار والنمو، إذ يحتل العراق موقعاً مهماً في الشرق الأوسط.
وأوضح البروفيسور يامادا أنَّ "جايكا تلعب حالياً دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق وبما يتجاوز مفهوم إعادة الإعمار بعد الحرب، إذ تم الانتهاء خلال السنوات القليلة الماضية من العديد من المشاريع الهامة بعد أن تحقق في العراق الاستقرار الأمني والسياسي".
وأشار إلى أنَّ العراق بحاجة إلى المزيد من مشاريع الطاقة المتجددة، وتعزيز توليد الطاقة الشمسية واستقرار الطاقة من خلال الجمع بين الطاقة الشمسية وتوليد الطاقة الحالي بالإضافة إلى التطوير على نطاق واسع من خلال الاستثمار الخاص، مرجحاً أنَّ التوقيع على تنفيذ مشروعي ماء السماوة والمرحلة الخامسة من تطوير مصفى البصرة سيتم قريباً مع الحكومة العراقية.
وبشأن توقعاته لتنفيذ المشاريع في العراق واستعادة عافيته بيّن يامادا أنَّ "العلاقات العراقية اليابانية قوية جداً، أنا فخور بنجاح الشركات اليابانية إبان السبعينيات والثمانينيات في تنفيذ المشاريع الكبيرة ومنها بناء نصب الشهيد وساحة التحرير فضلاً عن أنَّ الآلاف من الأسر اليابانية عاشت في العراق بسبب انخراط عدد كبير من الشركات اليابانية في تنفيذ الأعمال وقد تركت انطباعاً جيداً لدى العراقيين".
وأكد نائب الرئيس التنفيذي الأقدم للوكالة الدولية (جايكا) أنَّ شركاتنا تهتم بمتانة التكنولوجيا والعمل الدؤوب وروح المسؤولية، إذ عدّها العراقيون فضيلة في مجتمعهم، وتلعب جايكا الدور المهم في نقل هذه الحقائق إلى اليابان وتعزيز فهم العراق ما يؤدي إلى تطوير التعاون بين القطاعين العام والخاص".
وأشار إلى أنَّ "العراق يمتلك إمكانيات كبيرة للتنمية رغم مواجهته العديد من التحديات مثل الاستقرار المالي والتنويع الاقتصادي وجذب الاستثمار الخاص" مضيفاً أنَّ "جايكا ستواصل بذل قصارى جهدها في ترسيخ التعاون في التنمية الاقتصادية وتطوير القطاعات الاجتماعية كافة، ومن خلال هذا التعاون سوف تكون المشاريع المنفذة في العراق أنموذجاً لبقية دول العالم، وجايكا الآن بصدد القيام بالترويج لبرنامج تعزيز التعاون الجامعي ببرنامج أطلقنا عليه اسم كرسي جايكا".
وعبّر في ختام حديثه عن دهشته بالمشاريع الإنمائية والمرافق السياحية التي أقيمت في بغداد بعد أن زارها قبل 11 عاماً، ملمحاً إلى أنَّ الوضع تحسن جداً في بغداد مقارنة في تلك الفترة، وأنَّ الحكومة العراقية جادة في تحقيق الأمن والرخاء للشعب العراقي بعد النجاح في تحقيق المكاسب الأمنية.