انطلاق الموسم التسويقي لمحصول الحنطة

ريبورتاج 2023/05/17
...

 نافع الناجي

 تصوير: صباح الربيعي

منذ مطلع نيسان الماضي، أكملت وزارة التجارة استعداداتها لبدء الموسم التسويقي لمحصول القمح (الحنطة)، بعد التوجيهات الحكومية التي تؤكد جهوزية تسليم الأموال للفلاحين خلال أسبوعين فقط من تسويق المحصول.

وأعلنت الوزارة عن مبلغ 850 ألف دينار لشراء الطن الواحد من محصول الحنطة من المزارعين لكامل الخطة التسويقية لهذا العام، وهناك توجه لتسلم الكميات المسوقة خارج الخطة أيضاً، وصولا لـ 4 ملايين طن للكميات المنتجة من الفلاحين والمزارعين للموسم الحالي.

وبدأ الموسم التسويقي فعلياً لمحصول الحنطة بتسلم أولى الدفعات في محافظة البصرة تليها المثنى، ثم تبعتها محافظات أخرى كواسط والديوانية والناصرية وكربلاء والنجف والعمارة وغيرها. 


500 مليار دينار دفعة أولى

الناطق باسم وزارة التجارة محمد حنون، قال: إن "الحكومة وملاكات وزارة التجارة تبدي اهتماماً كبيراً بالموسم التسويقي الحالي، بعد اجتماع عقد برئاسة دولة رئيس الوزراء مع المعنيين بالموسم التسويقي"، مضيفاً "هناك اهتمام بالغ من وزارة التجارة والشركة العامة لتجارة الحبوب والإجراءات المتخذة من هذه الشركة والوزارة بشأن إنجاح الموسم التسويقي بما في ذلك تأمين مبالغ ومستحقات الفلاحين والمزارعين، بعد توجيه رئيس الحكومة بايداع مبلغ 500 مليار دينار، يمثل الدفعة الأولى 

من مستحقات الفلاحين وهو ما يحصل لأول مرة بتخصيص 

الحكومة للأموال قبل الموسم التسويقي".


تسلم كل الكميات

وحول ذلك قال حنون: إن"التوجيهات المركزية والقرارات التي أصدرتها اللجنة التسويقية العليا المشكلة في الشركة العامة لتجارة الحبوب، تقضي بتسلم كامل الكميات المسوقة من الفلاحين والمزارعين"، مشيراً إلى أن "كل التوقعات تشير إلى أن الكمية التي ستسوق ستصل ما بين ثلاثة ملايين ونصف المليون إلى أربعة ملايين طن، وأن الحاجة الفعلية للعراق للبطاقة التموينية هي عشر حصص بمقدار أربعة ملايين إلى 4 ملايين و450 ألف طن".

ولفت إلى أن"الخطة التسويقية قائمة على استقبال كل الكميات من الفلاحين والمزارعين ومن ضمن هذه المحافظات محافظات إقليم كردستان، حيث كان هنالك تعاون بين الإقليم والمركز على استقطاب كل الكميات المسوقة لفلاحي الإقليم". 


الاكتفاء ذاتياً

الخبير الاقتصادي ماجد أبو كلل يقول: إن "العراق يسير نحو الاعتماد بشكلٍ ذاتي على مادة الحنطة المحلية ضمن حاجة البطاقة التموينية لتجهيز المواطنين، بمعنى أن الكميات التي سيسوقها الفلاحون ستكون كافية هذا العام للاكتفاء الذاتي تقريباً".

بيد أن وزارة التجارة أعربت عن انفتاحها أمام كل الاحتمالات، إذ لفت أبو كلل "حين الوصول إلى عتبة 4 ملايين طن من الحنطة المسوقة من الفلاحين والمزارعين، فهذا يعني الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، لكن يبقى الاحتمال الثاني وارداً بالاعتماد على الخطة الاستيرادية عند حصول أي متغيرات، عبر التعاقد مع مناشئ عالمية مثل المناشئ الاسترالية والأميركية بكميات تصل إلى مليون وخمسين ألف طن تقريباً".


الغش والتلاعب

وحول التخوف من عمليات غش وتلاعب قد تحدث، والمتمثلة بقيام بعض ضعاف النفوس باستيراد حنطة من دول مجاورة وتسويقها في الداخل مستغلين الفروقات السعرية، كشف الناطق باسم وزارة التجارة عن وجود إجراءات كبيرة في موضوع منع دخول الحنطة، من خارج البلاد بالتعاون مع قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع وجهاز الأمن الوطني وغيرها من الجهات.

وأشار حنون إلى أن الأيام المتوقعة لتسليم مبالغ واستحقاقات الفلاحين المسوقين لمحاصيلهم هي ثلاثة إلى عشرة أيامٍ فقط. 


50 ألف طن في المثنى

الموسم التسويقي لمحصول الحنطة بدأ فعلياً منذ الأول من نيسان الماضي، بتسلم أولى الدفعات في محافظة البصرة تليها المثنى، إذ كان الموسم الشتوي الحالي موسماً ممطراً ما بكّر بالحصاد، فضلاً عن دعم الحكومة للفلاحين وقبول تسلم كل الكميات داخل وخارج الخطة الزراعية. 

ففي محافظة المثنى، أعلنت مديرية الزراعة عن تواصل عمليات تسويق الحنطة لتبلغ الكميات المسوقة، أكثر من 50 ألف طن وتوقعات بتجاوز الكميات المسوقة لهذا الموسم عن العام الماضي بعد أن تم دفع مستحقات الفلاحين كخطوة تشجيعية بعد يوم من تسويقهم المحصول.

وقال مدير زراعة المثنى عامر جبار لـ (الصباح) إن أولى عمليات تسويق الحنطة المحلية انطلقت قبل أسبوعين بعد تسويق أول شاحنة لصوامع الحبوب في السماوة، وبوشر بدفع الصكوك بعد يوم واحد لمن سوق محصوله، بينما وصلت الكميات المسوقة بعد عمليات الفحص المختبري عليها إلى أكثر من 50 ألف طن.


كميات تسويقية

وشهد الموسم التسويقي للحنطة في المثنى للعام 2022 تسويق أكثر من 80 ألف طن، بينما بلغ قمته خلال العام 2021 بتسويق 103 آلاف طن، وبحسب مديرية الزراعة فإن أسباب انخفاض كميات التسويق تعود إلى تقليص الخطة الزراعية بسبب توجيهات وزارة الموارد المائية، بالإضافة إلى التأخر في صرف مستحقات الفلاحين خلال المواسم السابقة، ما اضطر عدداً منهم إلى بيع محصوله في السوق المحلية.

ويتوقع جبار زيادة كبيرة في الكميات المسوقة لهذا الموسم عن المواسم السابقة، ما يبشر بموسم تسويقي ناجح، حسب تعبيره.