{علاء الدين والمصباح السحري}.. رؤى بصريَّة وحكاية جاذبة للطفل

منصة 2023/05/17
...

  علي العقباني


ضمن مهرجان مسرح الطفل للعروض البصريَّة قُدمت على مسرح "الخيام" بدمشق مسرحية" علاء الدين والمصباح السحري" نص وتأليف موسيقي: ايهاب مرادني، سينو غرافيا وإخراج: بسام حميدي، الإدارة العامة: ماهر رمضان، الإشراف العام: زياد الموح.

في ظل عالم بصري متحرك بديناميكية متسارعة يتم من خلالها تقديم محتوى درامي سواء للتلفزيون أو للسينما أو للمسرح لم يعد بإمكان مسرح الأطفال أو المسرح المقدم للطفل الركون إلى المنجز من حكايات ومسرحيات وممثلين وبعض الحركات، أصبح البحث عن عنصر الجذب أساسياً في عروض الطفل ولا سيما على الصعيد البصري والحركي والموسيقي والغنائي، بحثاً عن التواصل والتفاعل مع الجمهور، وكيف يمكن، بل للمسرحيين أن يحققوا ذلك من خلال لغة الجسد والإيماءات التي تقدم أو من خلال فن الرقص والحكاية والغرافيك والتقنيات البصرية الحديثة، ومن هنا يمكن الحديث عن العرض المسرحي المقدم للأطفال "علاء الدين والمصباح السحري" ومن منا لا يعرف حكاية علاء الدين الشاب الطيب الخدوم والمحب والمساعد للناس والذي يحبه الناس وقصته مع الأميرة التي هربت من بيت أبيها الملك ومن حياة الرفاهية والدلال ليصادفها في السوق، الأميرة بدر البدور، وعمه الشرير محمد ناصر الشبلي الذي يبحث عنه كشرط لفتح المغارة المخبأ بها المصباح السحري، وكيف يلعب على ابن أخيه ليأخذه إلى المغارة، وهناك يكتشف علاء الدين حيلة عمه ويغلق عليه باب المغارة.

وخلال بحثه في المغارة المليئة بالكنوز والذهب يعثر على مصباح قديم، يخرج منه المارد أثناء دعكه، هنا نحن أمام ماردة، لعبت الدور الفنانة تماضر غانم، مرمورة، وليس مارد هي ابنة المارد الأصلي، التي ترقص وتغني وتملأ الخشبة رشاقة وحيوية وتتحدث بالموبايل وتشارك في الأحداث،  تغيير بسيط في المحتوى أخذ القصة إلى مكان جديد، وهنا تحمل الماردة علاء الدين "درويش عبد الهادي" إلى القصر حيث الأميرة بدر البدور "مي مرهج" والملك "أحمد حجازي" والوصيفات "مادونا حنا ولميس عباس". 

الحكاية في تفاصيلها معروفة وزواج بدر البدور من علاء الدين مؤكد وهزيمة العم الشرير بادية كغبرة للطفل.

ما الجديد والخاص والمميز هنا، الشكل البصري الأخاذ واللافت والحركة والتصميم هم من أعطوا للحكاية حيوية الاستمرار لأكثر من ساعة مع الأطفال حكاية ورقصاً وحواراً وتصميما بصريا يعتمد تقنيات الحفر والإضاءة والتداخل في المشهديات التي صممها "محمد نذير الدباس وخالد عبد العظيم ومحمد مزركش" وتنوع الأزياء بما يناسب الشخصيات" صمم الأزياء والدمى ريم الماغوط"، والعمل على حركة الممثل والخدع البصرية التي من الممكن أن تربك الطفل في بعض الأماكن.

لكنه ينجح في الانتقالات بين الداخل والخارج والقصر والسوق والمغارة عبر الاستفادة من فكرة المصباح والمارد" إدارة المنصة هيثم مهاوش، والصوت لركان عضيمي"، لكن بسام حميدي المخرج والمصمم هنا يسير بخطى متصاعدة في هذا الأسلوب الذي بدأ به منذ زمن، فالفنان بسام حميدي من أوائل الذين قدموا تجارب في فن المسرح البصري، وهو الذي عمل مصمما للإضاءة في مديرية المسارح والموسيقى لسنوات طويلة، قبل أن يعمل في الدراما التلفزيونية السورية.