أوروبا وعسكرة أوكرانيا

قضايا عربية ودولية 2023/05/17
...

علي حسن الفواز

تصريحات الرئيس الأوكراني زيلنيسكي بعد زيارته إلى عدد من دول أوروبا الغربية، تكشف عن إبراز شهوة القوة التي يطمح لها، والتباهي بما يشبه الاستعراض السياسي الذي يُغذّي طموحاته، في مواجهة معطيات الحرب مع روسيا، وصولا إلى المجاهرة بالحديث عن "الانتصار" العسكري الذي يمكن أن تُحققه قواته.

هذه التصريحات اقترنت بإعلانات سياسية واضحة، من الحكومات الغربية، عبر استقباله بطريقة باذخة، والتصريح العلني بدعمها وتأييدها لسياساته، ولنواياه، وإسناد خططه في تنفيذ هجوم الربيع أو الصيف الذي كثيرا ما كان يُهدد به، حتى أنه جعله محورا مهما في ستراتيجيات البحث عن الدعم العسكري والمالي، فضلا عن زيارته إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، التي سبق أن أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصولا إلى قيام المستشار الألماني بمنح الرئيس زيلينسكي جائزة شارلمان المرموقة بالنيابة عن الشعب الأوكراني.

هذا الاهتمام الرمزي بالزيارة، لم يكن بعيدا عن الإجراءات الخاصة بزيادة الدعم العسكري، ومعالجة نقص الأسلحة في صفوف القوات الأوكرانية التي تخوض معركة مصيرية في باخموت، والذي يتزامن مع التحريض الدائم للولايات المتحدة، على توسيع مساحة الدعم العسكري، الذي أعلنت زيادته من خلال تقديم حزمة مساعدات جديدة بمبلغ 775 مليون دولار، تتضمن صواريخ قصيرة المدى، ومدافع هاوتزر،  وصواريخ هيمارس، وصواريخ هارم، وصواريخ جافلين، فضلا عن تزويدها بطائرات استطلاع مُسيّرة من طراز "سكاي إيغل، لكن الأكثر إثارة في حزمة تلك المساعدات، هو الدعم الفرنسي الذي أعلنه الرئيس ماكرون، عبر "فتح الباب لتدريب الطيارين الأوكرانيين" من دون الموافقة الواضحة على تزويد الجيش الأوكراني بالطائرات المقاتلة، وهذا ما جعل موضوع التدريب وكأنه نوع من البروباغندا التي تحرص فرنسا على الترويج لها اتساقا مع الموقف الأوروبي الداعم لعسكرة السياسة في أوكرانيا، ومع سياسات الضغط الاقتصادي واللوجستي على روسيا بهدف إضعاف قوتها العسكرية، وتحجيم قدرتها على مواصلة لعبة الحرب المفتوحة.