الريل وحمد

ثقافة شعبية 2023/05/18
...

  صلاح حسن السيلاوي


واحدة من الاستدلالات على روحية النواب الملاصقة لحياة الناس بمباهجهم وانكساراتهم هي قصة كتابة قصيدة (الريل وحمد) التي بدأ كتابتها عام 1956 بعد لقائه بامرأة أربعينية في القطار العائد من بغداد إلى البصرة، حدثته عن قصة حبها لابن عمها في منطقة أم شامات وكيف أنها هربت إلى بغداد بعد عدم قدرتها على الزواج من عشيقها لأسباب تتعلق بالتقاليد العشائرية. يروي النواب أنه عاد لإكمال القصيدة  في عام 1958وكأن توقيتاً داخلياً دعاه إلى ذلك، - حسب وصفه طبعا - هنا يمكن أن ننظر إلى ذلك الاستدعاء الروحي المرتبط بأشياء معنوية عنده. فالتوقيت الداخلي هو إشارة لارتباط ذاته بالذاكرة الجمعية للأرض ومن عليها، أو ربما لارتباطه بالسماء وما يتنزل منها من رحمة. جملة (التوقيت الداخلي) تثير نهراً من التساؤلات عن الوقت والمُوقّت والمستجيب للتوقيت، وكأننا نتحدث عن أفكار نبوية مترسبة في الذات النوابية.


علاقته بالجواهري

 لم يكن النواب على علاقة وطيدة بالجواهري وكان الأخير يعتقد أن النواب زعلان منه لقلة تواصله معه وقد صرح النواب ذات مرة بأنه كان غير راضٍ عن علاقة النواب بوزير الداخلية العراقي صالح مهدي عماش الذي كتب له الجواهري (القصيدة المملحة)على أثر قرار عماش منعه للملابس القصيرة. من يعرف النواب سيكتشف أنه يرفض علاقة الجواهري بوزير الداخلية البعثي، وأنه يراها علاقة غير متكافئة،غير مرضية للذات العراقية التي يتحلى بها النواب. وعن سؤال وجه له عن لقب الجواهري (شاعر العرب الأكبر) هل تحزن عندما تسمع هذا اللقب؟ قال: لا أحزن عندما يطلق هذا اللقب على أي شاعر.