محتارة.. أقول له أم أسكت؟

منصة 2023/05/18
...

أنا فتاة عبرت الثلاثين.. تعرضت وأنا طفلة صغيرة الى حادث احتراق أصاب أجزاءً من جسمي وبفضل الله تداويت ولم يبق منه الآن سوى آثار الحروق التي لم أستطع التخلص منها فقد ذهبت الى شتى دكاترة التجميل وكلهم أجمعوا على أنَّ هذا آخر ما في أيديهم وأنَّ هذه الآثار للأسف من المستحيل التخلص منها.

أنا الآن أحمد الله على أنَّ هذا القضاء لم يعوقني في أي شيء في حياتي وكما أني فتاة محجبة ففي الوسط الخارجي لا يظهر مني شيء فلا أحد يعلم بالموضوع سوى أسرتي والمقربين من أهلي ولكن كأي فتاة يأتي لها يوم وتتزوج ومن هنا تبدأ مشكلتي.

أنا الآن على وشك الخطوبة وأعلم أنني من المفروض ومن الأمانة أنْ أصرح بما في جسمي من آثار للحروق نظراً لسوء منظرها.

ولكني لا أعلم كيف أبوح بذلك ومتى؟ كما أني لا أطيق أنْ أخدع أحداً بما فيَّ. فلا أعلم ماذا أفعل فإني رفضت الكثير والكثير من العرسان بسبب هذا الموضوع وكنت أبرر رفضي بمبررات وهميَّة ولكني الآن لا أستطيع الرفض كما أني لا أملك الشجاعة على أنْ أبوح به، أشعر كل يوم يقترب فيه ميعاد ارتباطي بأي شخصٍ وكأنَّه يوم موتي فإني لا أستطع النوم بمجرد سماع أنَّ أحداً ما من العرسان طرق باب البيت فما بالكم بحالتي الآن وأنا على وشك الخطوبة. فأنا لا أعرف ماذا أفعل وكيف سأقول له ما بي وهل سيتقبل هذا الشخص ما فيَّ من آثار وسيرضى أم أنَّها ستكون مهانة، وهل فترة الخطوبة ستكون كافية لأنْ يجعله يتمسك بي ويرضى بما فيَّ من آثار للحروق؟

لا أعلم.. أرجو من سيادتكم الرد بما أفعل لكي أستريح ولكم جزيل الشكر 

(م.م.م) 

الآنسة صاحبة الرسالة 

تحيَّة مباركة 

بداية نشكرك مرتين، الأولى أنك توجهتي الى "حذار من اليأس" في طلب المشورة، والثانية: على أخلاقك العالية وصدق ضميرك. 

ابنتنا الطيبة

مع أنك لم تذكري أماكن آثار الحروق في جسمك ولا حجمها، فإننا لا نرى أنها تشكل مشكلة كبيرة كالتي تكون في الوجه أو الرقبة أو الأطراف التي تكون مكشوفة للآخرين. فآثار الحروق التي تكون في الجسم المغطى لا يعرفها إلا صاحبها وشريك الحياة، ولا تشكل عاهة أو عيباً يثير الخجل والإحراج والشعور بالنقص.

ونحن نوافقك الرأي في أنْ يكون خطيبك على علمٍ مسبقٍ بذلك. والمشكلة في الطريقة التي سيعرف بها الحقيقة. وإحدى هذه الطرق تكون باطلاع والدة خطيبك أو أخته على هذه الحروق وبحضور والدتك. لكنْ ما يخشى من هذه الطريقة أنَّ والدته أو أخته قد تقوم بتضخيم الحالة خاصة إذا كانت غير مقتنعة بك تماماً لسببٍ أو لآخر، أو أنها مترددة في موقفها.

الطريقة الثانية أنْ يطلّع هو بنفسه وبحضور والدتك، وذلك بإظهار أثرٍ لحرقٍ في منطقة البطن مثلاً (بعمل فتحة مناسبة بالثوب)، والتعامل معه كما لو كان طبيباً.

وفي كل الأحوال أنصحكِ بعدم الكشف عن هذا الموضوع في اللقاءات الأولى التي ينبغي أنْ تكون لقاءات تعارف وكشف عن الأمور المتعلقة بطبيعة الشخصيَّة والأخلاق والسلوك والمزاج. (احذري ألا تكشفي عن سرّك في اللقاءات الأولى، لاحتمال ألا يحصل نصيب فتقوم أمه أو هو بتضخيم الأمر لمن ينوي التقدم لك).

وعند حصول تعارف جيد بينكما واقتنع (الخطيب) بك تماماً ونوى - عن صدقٍ - التقدم لطلب يدك، عندها يمكنك أنْ تصارحيه بالموضوع، فإنْ اكتفى بوصفك الصريح لهذه الآثار فبها، وإنْ طلب منك رؤيتها فلتحضر والدتك وأطلعيه على ما يعطيه فكرة، فإنْ كان خطيبك هذا يقدّر أنَّ جوهر المرأة يكمن في أخلاقها وحسن أدبها وتقديسها الحياة الزوجيَّة، فإنَّه سيختارك كما أنتِ.

خالص دعائنا لك بالموفقيَّة