جدة: إسراء خليفة
اختتم أمس الأربعاء، في مدينة جدة السعودية، اجتماع وزراء الخارجية العرب بحضور وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، تمهيداً لانطلاق القمة العربية المزمع عقدها يوم غدٍ الجمعة، وسيطرت قضية عودة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية على الحدث بعد غياب دام 12 عاماً، وتترقب الأوساط السياسية حضور الرئيس السوري بشار الأسد على رأس وفد دولته إلى القمة، وسيجري في القمة بحث عدة ملفات على رأسها الصراع في السودان والقضية الفلسطينية وإيجابيات الاتفاق السعودي الإيراني على مجمل قضايا المنطقة.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي: إن "عودة سوريا لحضن الجامعة بداية لمرحلة جديدة في التعامل مع الوضع في البلد العربي الشقيق"، مبيناً أن "تعامل الجامعة العربية مع الأزمة السورية اتسم بشكل أساسي بأنه جرى في 2011 تعليق مشاركة الحكومة السورية في كل أنشطة الجامعة".
وأكد أنه "تولد لدى جميع الدول انطباع بأن الجامعة العربية غائبة تماماً عن أي مساعٍ لمساعدة سوريا للنهوض من عثرتها، وحل الأزمة السورية بشكل سياسي يسمح بعودتها والنهوض على قدميها، وأن تقدم لشعبها ما هو معقول، ولكن الحقيقة أن المجتمع الدولي - ربما بفعل تداعي أحداث كثيرة - أصبح يضع ملف سوريا في موقف متأخر من أولوياته"، مبيناً أن "من أبرز تلك الأحداث حرب أوكرانيا وغيرها، ما أدى إلى توسع تداعيات الأزمة السورية على الدول المجاورة، مثل تجارة المخدرات والإرهاب واللاجئين، وهي مسائل ضاغطة جداً على الواقع في الدول المجاورة لسوريا ودول عربية أخرى".
وأشار إلى أن "الآلية العربية الجديدة التي تم إنشاؤها بشأن سوريا، واللجنة التي شكلت عربياً لمتابعة الموضوع والاتصالات يمكن لها أن تفتح فصلاً جديداً في التعامل العربي مع الوضع السوري وتساعد السوريين على الخروج من أزماتهم الحالية."
وعن الاتفاق السعودي الإيراني، قال زكي: إن "الجامعة العربية ترى الاتفاق السعودي الإيراني جيداً، ويمكن أن تنتج عنه أمور إيجابية تنعكس على الاستقرار في المنطقة، وتشهد شكلاً من أشكال استرخاء العلاقة بين الأقطار العربية من جانب، وبين إيران من جانب آخر، وهذا الاتفاق بمثابة صفحة جديدة، وسيحقق الكثير لمصلحة شعوب المنطقة". وأوضح الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أن "الملف السوداني سوف يتصدر أبرز الملفات الساخنة لقمة جدة"، لافتاً إلى أن "استمراره يؤثر بالسلب في استقرار دولة عضو مهمة في المنظومة العربية"، مبيناً أن "مجموعة الاتصال العربية التي تم تشكيلها بقرار الجامعة الأخير في 7 أيار الحالي بشأن السودان والمكونة من السعودية ومصر والأمين العام، تهدف إلى التحرك قدماً للتوصل إلى وقف مستمر لإطلاق النار"، لافتاً إلى أنه "بالإضافة لملف السودان هناك ملفات سياسية مهمة دائماً، تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية".