في إسبانيا.. كبار السن انضموا إلى قافلة التحول الرقمي

بانوراما 2023/05/20
...

  ترجمة: حميد ونيس 


على الرغم من حقيقة أن المزيد من كبار السن يستخدمون الإنترنت والتقنيات التي دخلت بعده، فإن الفجوة الرقمية لا تزال تمثل تحديا كبيرا لهذه الفئة العمرية، ما يظهر اهتماما خاصا بمزيد من التدريب لتجنب استبعادهم من عالم اليوم.

تشكل نسبة 20 بالمئة من سكان إسبانيا من تزيد أعمارهم عن 65 عاما، وفقا لبيانات المعهد الوطني للإحصاء. وهناك الملايين الذين يواجهون يوميا، ما يعتبرونه أحد أكبر اهتماماتهم هو: الفجوة الرقمية. ويبدو أن التحول الرقمي الحالي هو شاغلهم الرابع؛ بعد الصحة والراتب التقاعدي والأمن، بحسب دراسة استقصائية حديثة أجرتها هيئة مختصة لأعمار 65 سنة وأكثر. 

في العام 2020، وفقا لبيانات هيئة (يوروستات)، لم يكن لدى تسعين بالمئة من كبار السن مهارات رقمية متقدمة. وهذا المستوى منعهم على سبيل المثال، من التواصل بسهولة أكبر مع ذويهم أو طلب استشارة طبية أو تحديد موعد طبي، وهي إجراءات مهمة في حياتهم اليومية، ومن ثم كانت من بين دوافعهم الرئيسية لتعلم استخدام التقنيات الجديدة. وتشير البيانات إلى أنه وخلال فترة جائحة كورونا وما بعدها تحسن وصول كبار السن إلى الإنترنت والأجهزة الرقمية، لكن البيانات تظهر أنه ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به.

وتقول الهيئة في تقرير حديث إن الاتجاه العام لاستخدام كبار السن للأجهزة الرقمية، يسير في الطريق الصحيح، إذ إن أكثر من نصف الإسبانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عاما يقرؤون الأخبار ويجرون مكالمات فيديوية ويبحثون عن معلومات حول الخدمات، كما إن 24 بالمئة منهم يتسوقون عبر الإنترنت. ويسلط التقرير الضوء على استخدامات الإنترنت التي نمت أكثر من غيرها بين هذه الفئة العمرية، مضيفا أن المهارات الرقمية جعلت كبار السن يندمجون مع عالم (الخدمات المصرفية الإلكترونية والبحث عن معلومات حول السلع أو الخدمات وتحديد موعد طبي).


إزالة الحواجز

لا شك في أن التطور التكنولوجي إيجابي، لكن لا توجد فجوة واضحة تؤثر بشكل مباشر على هذه الفئة العمرية. ولا يزال العمر هو السمة الأكثر ارتباطا بالاستبعاد الرقمي، لأن 95 بالمئة ممن لا يستخدمون الإنترنت تزيد أعمارهم عن 55 عاما، بينما تقع أعمار 40 بالمئة منهم بين 75 و84 عاما. كما يحذر التقرير من أن عشرة بالمئة من الإسبان معرضون لخطر الاستبعاد الرقمي، وهي مشكلة تتسع مع مر السنين، لتظهر أهمية مواجهة كبار السن لمشكلات الاستبعاد المالي، حيث أن نحو 84 بالمئة من اعمار فوق 74 سنة لا يتفاعلون مع محيطهم عبر الإنترنت. ولهذا يصبح التدريب، وتطبيق السياسات العامة، أدوات أساسية للمساعدة في إزالة الحواجز الحالية. 

بهدف جلب المعرفة والأدوات التي تساعد كبار السن في تطوير مهاراتهم الرقمية بشكل أقرب، اتاحت مؤسسة اورانج (شركة تقدم خدمات المحمول والانترنت- المترجم) ورش عمل متصلة بكبار السن للتدريب الشخصي والعملي للغاية لمساعدة اربعة آلاف شخص فوق سن 65 في التغلب على مخاوفهم، ليصبحوا أكثر استقلالية وتحسين نوعية حياتهم، والاستفادة من الإمكانات التي توفرها التكنولوجيا. وكان رضا المشاركين تاما تقريبا.

وقالت لباتريشيا أكوستا، مديرة التمكين الرقمي في شركة اورانج، إن «أحد مفاتيح النجاح هو مهارات الاستماع للفريق المنظم لورش العمل.» وهو مشروع تم إنشاؤه بالاشتراك مع المشاركين لفهم احتياجاتهم ودوافعهم، لكي يمكن للجميع أن يتعلموا بالسرعة التي تناسبهم ما يحتاجون إليه لتحسين حياتهم اليومية. وتضيف أكوستا إن هذه الدورات التدريبية تسعى إلى تشجيع الاستقلالية للمشاركين عند استخدام التقنيات، وتمكينهم من استكشاف العالم الرقمي والتعلم والاستفادة منه والمزيد من الأمان في استخدام هواتفهم المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر، من خلال التدريب المحدد في مجال الأمن السيبراني لكي يتمكنوا من التنقل بلا خوف. وهو برنامج تعليمي تقدمي، يتغلب فيه كبار السن على الصعوبات والمخاوف، التي قد يواجهونها في طريقهم. وكانت النتيجة تحسن نحو 68 بالمئة من الأشخاص في مهاراتهم الرقمية بعد انخراطهم ضمن ورش العمل. وذلك باستخدام أدوات تلك الورش وجها لوجه، والتي تم تكييفها وتصميمها لهذه المجموعة، لكي يتمكن كبار السن من كسر الحواجز التي تعيقهم عندما يتعلق الأمر بالتغلب على الفجوة الرقمية. وتعد قفزة رئيسية ليس فقط من أجل اندماجهم في عالم رقمي بشكل متزايد، بل ايضا من أجل سعادتهم.

صحيفة: الموندو الاسبانية