عازف السنطور العراقي المقيم في ابو ظبي ازهر كبة، دبلوم موسيقى من مدرسة بغداد للفنون الموسيقية والتعبيرية ومعهد الدراسات الموسيقية، وبكالوريوس من كلية الفنون الجميلة.. جامعة بغداد، غادر العراق في العام 1997، مغترباً عن الوطن 22 عاماً، قدم خلالها الموسيقى العراقية في الامارات، عاملاً في مجالين موسيقيين، هما: “توثيق الفنون الشعبية الاماراتية، على مدى 14 عاماً، من أشرطة الكاسيت الى السيدي والالكترونيات المعاصرة”.
وقال: “كما أعمل رئيس لجنة افتتاح ايام الشارقة التراثية ورئيس اللجنة الفنية، في امارة الشارقة.. عاصمة الثقافة والكتاب، التي تحمل ألقاباً كثيرة، لي شرف تقديم حفل الافتتاح امام حاكم الشارقة، وهي ثقة مضاعفة، وأقدم حفل افتتاح انطلاق ايام الشارقة التراثية، مستقطباً فيه 20 – 30 فرقة فولكلورية شعبية من انحاء العالم، على مدى 20 يوماً، منظماً المسارح التي تشهد الفعاليات”.
الفنان كبة، زار العراق، بدعوة من الدار العراقية للازياء للمشاركة في عمل ثنائي مع مصممة الازياء الدولية هناء صادق، واضعاً لمسات موسيقية على عرض الازياء الذي تقدمه مؤكداً: “المعاصرة فقدت مقوماتها.. ليس فقط في الموسيقى، إنما في الميادين كافة.. الادب والتشكيل وسواهما؛ فمثلاً فن التركيب.. حبال ملونة وأجسام معلقة، تاركة خيال الجمهور يتدلى معها، وهذا له اسقاطاته على الموسيقى؛ فهو مستعار من فلسفات لا وجود لها في المجتمعات العربية، بل في اميركا واوروبا، لكن على واقعنا الموسيقي العراقي، ليس لها أثر”.
وأضاف الفنان ازهر كبة: “الاغاني الجديدة تؤسس للزوال، لا توضع كي تدوم، ومثلها عالمياً الـ “هب هوب” كلام مرتل على ايقاع معين لا ضرورة فيه للحن، واي شخص يقول كلاماً ذا خلفية موسيقية تعمل لوحدها، لكن في العراق والدول العربية، لم يبق اساساً لذلك.. ربما كلمات جريدة تلحن وتسمعها الناس”.
متابعاً: “لم نؤسس لموسيقى جادة تقوم الذائقة مقابل الاسفاف الان، جيل لا يعرف عطاء يوسف عمر وآلة السنطور، ولي في هذا الشأن طلبات تقدمت بها الى المعنيين بإدارة الثقافة العراقية؛ آملاً ان تلقى استجابة؛ من أجل إنقاذ ما تبقى من إرث.. متبرعاً بافكاري وجهودي مجاناً حتى آخر العمر، شريطة ان يكون هناك من يدعمني في ايصال أفكار مثلى
ميدانياً”.
وأعطى مثلاً: “واحدة من الدعوات، هي التثقيف لمدارس الاطفال والمتوسطة والاعدادية، في التراث الشعبي العراقي.. نحن بلد ذو عمق راسخ” مشيراً الى ان: “لدينا تراثاً غزيراً وتنوعاً بيئياً ومقاماً وريفاً وبادية وجبلاً والاغنية السبعينية ذات الوحدة الكبيرة، متى نؤسس عليها، معيدين اداء اغاني داخل حسن ومسعود العمارتلي والقبانجي، نقلاً الى الجيل الجديد، بمواكبة تحولات لهجة التداول، لا مشكلة في تغير اللهجة، لكن لا بد من الابقاء على اللهجة الاساسية، التي يمكن سماعها من خلال التراث الذي يؤسس قاعدة للانطلاق؛ كي لا نشيه في الفضاء خلال التحليق، إنما يمسكنا التراث ويوازن خطواتنا”.
وبين ازهر كبة “ثمة تضافر منهجي بين الحداثة والاصالة والاكاديميات، يتيح لها اعطاء مفهوم واضح للناس من خلال الاعلام، والاسهام بنشر تراثنا بنضج موسيقي على الآلات العراقية لا يمكن المنافسة الا بأدواتنا”.
موضحاً: “الصمت بين النغمات مؤثر اكثر من الاسترسال بالعزف، مقدرين توقيت السكوت، اهم وسائل نشر موسيقانا العراقية عالمياً”.
وواصل: “قدمت «سيدي» قبل اربع سنوات، ضم اغاني عراقية تراثية، احترمت الاوساط العالمية الموسيقية، كوني قدمته على السنطور، ذي الـ 3000 سنة، سأعيد طبعه في العراق، آملاً ان يلقى صدى” لافتاً الى: “أدخلت الجاز مع الموسيقى العراقية، بأداء فائق الحداثة، يواكب الحداثة، بالجاز والبيانو والاوركن ودرامز وايقاعات عربية.. تركيبة تستوقف الذائقة المعاصرة، تجتذب الجيل الذي يعيش قطيعة تراثية”.
وأزهر فائق عبد الكريم كبة، تولد 11 آب 1971 بغداد، متزوج ولديه ولدان.. ما زال مقيماً في الشارقة منذ 22 عاماً.