الخرطوم: وكالات
بينما شهدت العاصمة الخرطوم ومناطق جنوب وشرق مدينة أم درمان اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين عناصر قوات الدعم السريع والجيش السوداني، كشفت نقابة الأطباء السودانيَّة عن ارتفاع عدد القتلى من المدنيين إلى 850 قتيلاً منذ بدء الاشتباكات، فيما قدّرت الأمم المتحدة عدد النازحين الفارين من المعارك بقرابة مليون شخص.
وتركزت المعارك حول محيط الإذاعة والتلفزيون في الخرطوم، إذ سُمع دوي الانفجارات بالمناطق المحيطة، كما أفاد شهود عيان بأنَّ مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور شهدت معارك ضارية حول محيط قيادة الفرقة 16 التابعة للجيش السوداني أوقعت قتلى وجرحى بين المدنيين.
وليل أمس الأول الجمعة، أصدر الجيش السوداني بياناً جاء فيه: أنه "بعد محاولاتها الفاشلة للاستيلاء على السلطة بالقوة بعاصمة البلاد، حاولت المليشيا المتمردة الهجوم على قيادة الفرقة (16) مشاة بنيالا، وتصدت لهم قواتنا بقوة وحققت خسائر كبيرة بالعدو ومئات القتلى والجرحى وتدمير عشرات العربات المسلحة والقضاء على عدد كبير من القناصة وتتم مطاردة ما تبقى منهم، كما وجهت قواتنا ضربات لتجمعات من المليشيا المتمردة في جنوب أم درمان ووسط الخرطوم وبحري ألحقت بالمتمردين عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد من العربات المسلحة".
ووفق شهود، فإنَّ ضربات جوية استهدفت يومي الجمعة وأمس السبت، مناطق في شرق الخرطوم، وسمعوا دوي أسلحة مضادة للطائرات تستخدمها "قوات الدعم السريع" وتعرضت مناطق بحري وشرق النيل على الجانب الآخر من نهر النيل أمام الخرطوم لغارات جوية الليلة الماضية.
إلى ذلك، أعلنت نقابة أطباء السودان، أمس السبت، ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين إلى 850، جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف نيسان الماضي.
وقالت النقابة في بيان: إنَّ "استمرار الاشتباكات أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا بالعاصمة الخرطوم وعدد من الولايات"، وأضافت، "ارتفع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 850 حالة وفاة، و3 آلاف و394 إصابة".، وأشارت إلى أنه "يوجد العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر ولم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد".
من جانبها، قالت متحدثة منظمة الصحة العالمية (إحدى وكالات الأمم المتحدة) كارلا درايسديل: إنَّ "أرقام وزارة الصحة السودانية تفيد بمقتل 705 أشخاص وإصابة 5287 بجراح منذ نشوب القتال، من بين هؤلاء 203 قتلى و3254 جريحاً في ولاية الخرطوم".
ولفت البيان إلى أنه "منذ منتصف الشهر الماضي، وثّقت منظمة الصحة العالمية وقوع 34 هجوماً على المرافق الصحية ما أدى إلى وقوع 8 قتلى بين العاملين في المجال الصحي".
وفي سياق متصل، نقل البيان مناشدة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأنَّ "عدد الفارين إلى مصر يقدر بنحو 5000 شخص يومياً، وقد دخل نحو 110 آلاف سوداني إلى مصر منذ اندلاع القتال"، مضيفاً أنَّ "الكثيرين من الوافدين يحتاجون إلى الرعاية الصحية الطارئة"، مرجحاً أنَّ عدد الفارين من مناطق القتال إلى دول الجوار وداخل المناطق السودانية يتجاوز المليون شخص.
في غضون ذلك، توقع تحالف "قوى الحرية والتغيير" في السودان، أن يتم الإعلان عن اتفاق هدنة جديدة بين طرفي الصراع في السودان.
وقال شريف محمد عثمان، المتحدث باسم التحالف: إنَّ "الاتفاق الجديد هو ثمرة المفاوضات الجارية في جدة برعاية سعودية أميركية، ويمتد لعشرة أيام، ويخضع لآليات مراقبة محكمة من قبل أطراف دولية، لمراقبة وحماية الممرات الإنسانية، وإدارة عملية توزيع المساعدات الإنسانية، والسماح بصيانة وإصلاح خدمات الصحة والمياه والكهرباء في المناطق المتضررة".