بيروت: جبار عودة الخطاط
تدحرجت كرة الملاحقة القانونيَّة الساخنة بحقِّ حاكم "مصرف لبنان" رياض سلامة لتتخذ صورة مذكرة من الإنتربول استقرت في شباك السلطات اللبنانية، وزير الداخلية طالب سلامة بالاستقالة، في وقت أكد فيه النائب محمد خواجة أنَّ "حظوظ سليمان فرنجية للرئاسة أصبحت أكبر بعد القمة العربية".
حاكم المصرف المركزي، كما يفيد مراقبون، أصبح في وضع لا يحسد عليه بعد أن ترجمت المساءلة القانونية له في فرنسا على خلفية اتهامات تطاله بالفساد وتبييض الأموال إلى شارة من الإنتربول تلقاها لبنان لتوقيفه، كما أكد ذلك وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، ولأول مرة يصرح مسؤول لبناني من العيار الأول مطالباً سلامة بالاستقالة، موضحاً "سننفّذ طلب الإنتربول بشأن اعتقال سلامة إذا قرّر القضاء اللبناني الالتزام به"، وأضاف مولوي، "أطالب حاكم مصرف لبنان بالاستقالة فوراً"، ولفت إلى أنه "سيكون للحكومة موقف من بقاء رياض سلامة في
منصبه".
بدورها، أشارت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، في تصريح لها أمس السبت، إلى أنّه "في أحد البرامج الحواريّة، راحوا يسخرون ويضحكون لأنَّ غادة عون أصدرت بلاغ بحث وتحرّ لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة"، مذكّرةً بـ"أنّني ادّعيت عليه 3 مرّات"، وشدّدت، في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، "يا عيب الشوم. ما بيلبقلكن إلّا القضاء الأجنبي، حيث لا منظومة ولا حمايات ولا حصانات.. أمّا أن يتجرّأ قاض لبناني ويتصدّى للمنظومة، فهذا لا يُغتفر، ويكون عندها هذا القاضي مدعاةً للسّخرية والتّهكّم من قبل البعض، وللطّرد من قبل البعض الآخر"، لافتةً إلى أنّه "مش خرجكن إلّا القضاء الأجنبي، وانشالله بيجي من الصين ما بيهمّ، المهمّ أن ننتهي من هذا الشّرّ الكبير الّذي خنق هذا البلد وشعبه وسبّب انهياره". وكانت النيابة العامة التمييزية قد تسلمت مساء أمس الأول نسخة من مذكرة التوقيف الصادرة عن القاضية الفرنسية أود بوريزي، بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والمعممة عبر الإنتربول الدولي، وعلى إثرها عكف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بدراستها، على أن يحدد موعداً للاستماع إلى حاكم المصرف المركزي الأسبوع المقبل، لاتخاذ المقتضى القانوني حيال ذلك.
أما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فعلّق على تسلم النيابة العامة اللبنانية مذكرة التوقيف الصادرة بحقه والمعممة عبر الإنتربول الدولي، أنَّ الإشارة جاءت بناءً على طلب القاضية الفرنسية، والتي استندت لتغيبه عن جلسة الاستجواب التي حددتها في 16 أيار 2023، وأضاف سلامة، أنه لم يحضر جلسة الاستجواب لعدم إخطاره تبعاً لأصول القواعد والقوانين المرعية الإجراء، مشيراً إلى أنَّ خلفية إشارة الإنتربول إجرائية، معلنًا أنه سيتقدّم باستئناف لإلغاء
الإشارة.
من جانب آخر، اعتبر النائب محمد خواجة، أنّه "بعد القمة العربية في مدينة جدة السعودية، أصبحت حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة أكبر"، مشيراً في معرض تعليقه على أحداث القمة، إلى أنَّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هو الوحيد "للأسف الذي لم يذكر فلسطين في كلمته"، وإذ اعتبر أنَّ الأمر لم يكن مقصوداً، ذكر أنّه "كنا نتمنى أن تكون حاضرة"، مؤكداً أنَّ "حضور فلسطين هو من إيجابيات القمة
العربية".