محمد لاموري.. من مترو الأنفاق إلى أكبر مهرجان في فرنسا

الصفحة الاخيرة 2019/04/22
...

فرنسا / (أ ف ب)
 محمد لاموري مغن جزائري يؤدي الراي الرومانسي، في مترو باريس ليحقق الشهرة وينتقل من الانفاق إلى الاضواء العالمية في مهرجان بورج الفرنسي.ركاب قطارات أنفاق باريس يعرفون وجهه، فهو شبه كفيف. وقد استقطبهم صوته الاجش وأنغامه التي فيها الكثير من الشجن، فقد اصبح جزءاً من المكان ضمن رحلات المسافرين اليومية.
ويروي الفنان الجزائري البالغ 36 عاماً الذي غنى السبت الماضي في مهرجان بورج “لقد استوقفني الكثير من الناس وقدم لي منتجون عروضاً. لكني لم أتجاوب معهم بسبب قلة الثقة”.
قصد الشاب محمد لاموري فرنسا في العام 2003 باقامة قصيرة، حيث كان يرافق فرقة عربية اندلسية، ليقفز الى المجهول من خلال قراره بعدم العودة الى بلاده الجزائر.
ويروي قائلاً “كان ينبغي عليّ ان أنهي دراستي هناك. لكن قررت أن أبقى هنا. وقد اقمت عند عمي في بافيون-سور-بوا”.
وكان محمد لاموري يقيم قبل ذلك في مسقط رأسه تلمسان قرب الحدود مع المغرب. و أغرم بالموسيقى صغيراً من خلال برنامج “بلاد موزيك” وكان يستعيد أغانيه الضاربة من دون مرافقة موسيقية. وكان يرافق أحياناً عازفين يلعبون العود في الشارع.
وقد تعلم عزف الدربكة في سن الخامسة بنفسه. وقد صقل موهبته بفضل مدرس عزف العود في مدرسة المكفوفين التي كان يرتادها.
ويقول “لكن في تلك الفترة كان من الصعب العمل في مجال الموسيقى”. وهو لا يزال متأثراً باغتيال فنانه المفضل شاب حسني نجم “الراي”. وقد استعاد أغانيه.
ويقول “لكني كنت أرى الكثير من العازفين في المترو كانوا يبيعون اسطواناتهم الخاصة أيضاً، فقررت أن استأنف العزف “.
وقد عرف محمد لاموري بدايات صعبة ،لا سيما مع هيئة السكك الحديد في باريس.
و تميز بتعديله أغنية “هوتيل كاليفورنيا” لفرقة “إيغلز” التي يروي من خلالها قصته و”عينيه الباكيتين” من دون أن يفهم من لا يتقن العربية أياً من كلماتها.
ويوضح “لقد قمت باعادة اعداد أغنية بيلي جين لمايكل جاكسون وقد لاقت نجاحاً كبيراً. باستثناء مرة واحدة كان الناس حزينين جداً ولم أكن أفهم لماذا. فقد كان جاكسون قد توفي للتو...فقررت أن اؤديها طوال النهار”.
وهو لا يزال يعزف بانتظام في المترو بسبب حبه له ومن أجل ضرورات الحياة “مع ان وضعي المادي أفضل”. وهو سيصدر في 26 نيسان يوم عيد ميلاده السابع والثلاثين ألبومه الأول “اندرغراوند راي لوف” المسجل مع فرقة “موستلا”.
وهو يتمنى أن يتمكن من عزف موسيقى هذا الألبوم في بلده الجزائر يوماً ما.
ويقول متنهداً “أمي وشقيقاتي يقمن في الجزائر. اتمنى رؤيتهن مجدداً وأن احيي حفلات، لكن الأمر رهن بأمور كثيرة. وثمة أشياء مهمة تحصل الان . وأتمنى أن تفضي إلى تغييرات. فالشعب بحاجة إلى ذلك فعلاً،ولطالما قلت إن ذلك سيحصل يوماً ما”.