السياحة في السليمانية.. متنفس العراقيين بعيداً عن الصيف اللاهب

ريبورتاج 2023/05/22
...

 عذراء جمعة

بدأت السياحة الصيفية في محافظة السليمانية هذا العام، وهي تشهد انتعاشا وإقبالا كبيرين للجو المعتدل، وارتداء جميع المناطق السياحية الثوب الأخضر لغزارة الأمطار، خلال موسم الشتاء، فضلا عن توجه الكثير من السياح إلى المدينة، بدلا من السفر إلى تركيا وإيران، تخوفا من وقوع زلازل محتملة لتسجل مديرية السياحة تزايدا في عدد السائحين من جميع محافظات البلاد.

وقال مدير عام سياحة السليمانية علي رؤوف غفور في تصريح لـ(الصباح)، إن "الهيئة العامة للسياحة في إقليم كردستان تسعى لانعاش السياحة من جديد، من خلال استكمال المشاريع، التي باشرت تنفيذها، والتي قدرت بـ 30 مشروعًا سياحيا في محافظة السليمانية، ضمن خطتها لعام 2023"، منوها إلى أن هذه المشاريع، توزعت بين سياحية استثمارية وستراتيجية، مؤكدا أن مديريته تنفذ من ايراداتها  ضمن خطة العام الحالي 16 مشروعا سياحيا، وأهمها مشروع دوكان السياحي، الذي تقدر مساحته أربعة آلاف دونم، ويوفر الآلاف من فرص العمل، علاوة على افتتاح فندق روتانا سليماني، وعدد من المطاعم ذات الخمس والأربع نجوم، مشيرا إلى أنه تمَّ دخول أكثر من 100 ألف سائح خلال عيد الفطر المبارك الى محافظة السليمانية، وان 85 بالمئة منهم جاؤوا من محافظات وسط وجنوب البلاد، علاوة على سياح أجانب، منبها على أن مديريته توفر جميع التسهيلات للسياح، ابتداءً من الدخول من السيطرات الرئيسية للمحافظة، وتحديد مركز المعلومات الخاص بهم، والخط الساخن ضمن الخطة السياحية لها من أجل خدمتهم، فضلا عن نشر لجانها في جميع الطرقات لتقديم ما يحتاجونه، إضافة إلى تواجد المفارز الأمنية وشرطة المرور والدفاع المدني لمنع حدوث، أي مشكلات تنغص على السائحين الاستمتاع برحلاتهم السياحية للتمتع بطبيعة الأماكن الساحية في دوكان، جبل ازمر، مصيف ميركبان، مصيف كولي في بنجوين، سيتك، بياره وطويله، كولابارك، احمداواه، هورمان، كوني ماسي، سركلو وبركلو، جمهريزان.

ولفت إلى أن الحدائق العامة في مركز المدينة شهدت أيضا إقبالا كبيرا من السياح، اذ بلغت أعدادهم 20 ألف شخص يوميا في متنزهات هواري شار، جافي لاند، بارك ازادي، بارك نوروز، بارك شاري ياري ومصيف سرجنار، الذي اكملت فيه عمليات الإعمار، التي بدأت منذ أربعة أشهر. 


الأكثر إيرادا

من جهته أوضح مدير الإعلام في مديرية سياحة السليمانية داسيار محمد في حديثه لـ(الصباح)، أن قيمة الايرادات المتحققة من القطاع السياحي خلال النصف الاول من العام الحالي، بلغت 150 مليون دولار في حال إنفاق كل سائح ما معدله 200 دولار تقديريا، مؤكدا أن قطاع السياحة يعد الأكثر تحققا للإيرادات في المحافظة، مقارنة مع باقي القطاعات الأخرى، خصوصا  أن أغلب السيّاح الذين كانوا يسافرون إلى تركيا وإيران أخذوا التوجه إلى إقليم كردستان بعد حوادث الزلازل المدمرة، مبينا أن أهمية إقليم كردستان تزداد في شتى المجالات وأهمها السياحية، إذ أخذت تجذب الاستثمار الاجنبي الخاص بالسياحة لما يمتلكه من استقرار وأمان، وهدوء الأمر، الذي جعل حكومة الإقليم تسعى إلى ترميم البنية التحتية، فضلا عن حماية المواقع السياحية والأثرية. 

ولفت إلى وجود 1500 مكان سياحي وتراثي مرخص في المحافظة، وبانتظار الرخص الجديدة لافتتاح أماكن سياحية وتراثية أخرى، لأن المحافظة فيها الكثير من الأماكن، التي تعد أماكن سياحية من الطراز الاول، لكنها تحتاج إلى الاموال، وغالبا نبحث عن التميز والاختلاف، ومن أجل أن نضاهي الأماكن السياحية في الدول المجاورة، منبها على أن المديرية حددت 30 بالمئة من خريجي مدارس السياحة ومعاهدها للعمل في المشاريع السياحية، الأمر الذي يؤكد للجميع أن من يعمل بالأماكن السياحية، هم من ذوي الاختصاص. 


البساط الأخضر

وبيّن صاحب إحدى شركات السفر مروان أحمد في حديثه لـ(الصباح)، أن الإقبال جيد جدا للكروبات السياحية التي نقيمها إلى محافظة السليمانية بمناسبة بدء الموسم الصيفي، خصوصا أن هذا العام الجو ربيعي، رغم أننا في شهر أيار، فضلا عن البساط الأخضر، الذي يغطي معظم الأماكن السياحية في محافظة السليمانية، بسبب الأمطار الغزيرة خلال فصل الشتاء، منوها إلى أنها عوامل كافية لجذب السياح، مشيرا إلى أن الكثير من السياح يفضلون، التوجه إلى إقليم كردستان بعد ما كانوا يسافرون إلى تركيا، خوفا من احتمالات وقوع الزلازل.


تنوع الطبيعة

وأوضحت المواطنة سعاد كمال في حديثها لـ(الصباح)، أن جمال مصايف وحدائق السليمانية، وهدوء المدينة وطيبة أهلها يجعلنا نزورها بين الحين والآخر، فضلا عن أصناف الطعام المتنوعة فيها واسواقها التراثية، منوهة إلى أن مصايفها متنوعة بطبيعتها مثل مصيف بيرس، قرية بانالي، منطقة ماوت، قرية عزبان في قضاء دربندخان، شاربازير، قرية قوركو، كهف جاسنة، ومضيق تابين وغيرها، مشيرة إلى أن التسهيلات كبيرة تقدم إلى السائحين منذ دخول المدينة والتجوال فيها وفي مصايفها، لافتة إلى أن أسعارها مناسبة لو قارناها مع السفر لأي دولة لا يضاهي جمال طبيعتها واعتدال طقسها.