موسكو: وكالات

تضاربت بيانات كييف بشأن سقوط مدينة باخموت بيد الروس، فبينما أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن قواتها لا تزال تقاتل للسيطرة على المدينة، قال الرئيس فلوديمير زيلنسكي في وقت سابق: إنَّ المدينة باتت «في قلوبنا فقط»، في وقت بعث فيه الرئيس الروسي رسالة تهنئة إلى قوات «فاغنر» الخاصة والقوات الروسية المشاركة في معركة المدينة التي استغرقت السيطرة عليها 224 يوماً من قتال «كسر العظم».  

وخلال الساعات الماضية ثارت حالة من التضارب بشأن التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأوكرانيين بشأن سقوط باخموت، حيث أفادت وكالة «رويترز» بأنَّ الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي اعترف بأن القوات المسلحة الأوكرانية خسرت مدينة أرتيوموفسك «باخموت» في مقاطعة دونيتسك، وعلى هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما، ورداً على سؤال عما إذا كانت أرتيوموفسك لا تزال تحت سيطرة الجيش الأوكراني اعترف زيلنسكي بفقدانها، وقال: «يجب أن تفهموا.. المدينة خاوية ولم يتبق شيء منها»، وتابع: «باخموت باقية في قلوبنا فقط»، دون أن يوضح ما إذا كانت المدينة قد سقطت فعلاً أو لا، وفق ما نقلت شبكة «يورو نيوز» الأوروبية.

في المقابل، نفت الرئاسة الأوكرانية، أمس الأحد، سيطرة روسيا على كامل مدينة باخموت، وأوضح المتحدث باسم الرئيس الأوكراني، سيرغي نيكيفوروف، على “فيسبوك” أنَّ زيلنسكي لم يقر بسيطرة الروس على باخموت، وكتب: “سؤال المراسل كان: الروس قالوا إنهم سيطروا على باخموت، وكان رد الرئيس زيلنسكي: لا أعتقد ذلك”، وأضاف: “بهذه الطريقة نفى الرئيس الاستيلاء على باخموت”.

بدورها، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار على “تليغرام”: “تقدم قواتنا المستمر في الضواحي يصعّب وجود العدو في باخموت. قواتنا طوقت المدينة جزئياً”، وأضافت أن القوات الأوكرانية تواصل تقدمها على طول مشارف باخموت واستولت على جزء من المرتفعات المطلة على المدينة.

وكتبت ماليار التعليقات على تطبيق “تليغرام” بعد فترة وجيزة من قول بوتين إنَّ “المعركة في باخموت انتهت بانتصار روسي”، وأوضحت: “تسيطر قواتنا على المدينة عن طريق تطويقها بشكل جزئي، ما يمنحنا الفرصة لتدمير العدو”.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، إنجاز عملية تحرير أرتيوموفسك “باخموت”، نتيجة العمليات الهجومية والاقتحامية التي نفذتها قوات مجموعة “فاغنر” بدعم من مدفعية وطيران الجيش الروسي.

وأعلن مؤسس “فاغنر” يفغيني بريغوجين، مساء أمس الأول السبت، أن القوات الروسية فرضت سيطرتها الكاملة على المدينة، وقال في تسجيل مصور من المدينة: “بحلول ظهر (السبت الموافق للـ20 من أيار)، نعلن السيطرة التامة على الجزء الأخير من أرتوموفسك بعد 224 يوماً من القتال”، وأضاف أن “فاغنر” ستسحب وحداتها من المدينة للاستراحة، وستسلّم المدينة للجيش الروسي في الـ25 من أيار. 

بدوره، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات “فاغنر” والجيش الروسي بتحرير مدينة أرتيوموفسك “باخموت” في جمهورية دونيتسك.

وجاء في بيان الكرملين: “هنأ الرئيس فلاديمير بوتين وحدات (فاغنر) وجميع أفراد القوات الروسية، الذين قدموا الدعم والغطاء اللازمين لقوات (فاغنر) خلال تحرير أرتيوموفسك”، وأضاف الكرملين أن الرئيس بوتين أصدر توجيهاته برفع أسماء أبطال العملية المتميزين لتقليدهم أوسمة الشرف التي

 استحقوها.

ويستعر القتال حول باخموت منذ 224 يوماً، وليس من الواضح من الذي دفع ثمنا باهظاً في معركة باخموت، إذ تكبدت كل من روسيا وأوكرانيا خسائر بشرية يعتقد أنها بالآلاف، على الرغم من أن أياً منهما لم تكشف عن عدد الضحايا.