بيروت: جبار عودة الخطاط
فرضت المناورة العسكرية التي قام حزب الله مساء أمس الأول الأحد في جنوب لبنان بصمتها على خريطة الاهتمام في بيروت وتل أبيب، ففيما أشار الإعلام الإسرائيلي أمس الاثنين إلى أنَّ الحزب يكشف عن جهوزيته الحربية، وصفها رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين بأنها رسالة للعدو الإسرائيلي، مفادها بأنَّ حزب الله لم يتعب ولم يتراجع.
المناورة العسكرية التي نفذها الحزب بمحاذاة منطقة "معلَم مليتا" في جنوب لبنان باستخدام الذخيرة الحية لم تمر في البلاد من دون أن تحظى بنصيب من السجال والذي يشكل السمة الغالبة في الحياة السياسية في لبنان جراء الاختلافات الواضحة في رؤى الفرقاء السياسيين، حيث أكّد النّائب ابراهيم منيمنة، أنّ "في زمن ترسيم الحدود البحريّة والمصالحة الإيرانيّة - السّعوديّة، تصبح (المناورات) واستعراض القوّة لزوم ما لا يلزم"، ودعا ساسة البلاد إلى "انتهاز اللّحظة الإقليميّة والدّوليّة لوضع أسس لتوافق داخلي - لا مفرّ منه - حول السّياسة الدّفاعية والخارجيّة، بما يضمن مرجعيّة الدّولة، يتقاطع مع مشروع لإعادة بناء الدّولة المنهوبة اقتصاديًّا". بدوره، لفت مسؤول العلاقات الإعلاميّة في "حزب الله" محمد عفيف، إلى أنّ، "النّشاط العسكري المحدود بطبيعته مكانًا وزمانًا، هو بمناسبة عيد المقاومة والتّحرير، وهو عيّنة بسيطة عن قدرات المقاومة الحقيقيّة في إطار توجيه رسالة إلى العدو الصّهيوني، عن جاهزيّة المقاومة لردع العدوان والدّفاع عن لبنان؛ وبالتّالي فإنّ ما نُسب لي من تصريحات خارج مضمون هذا البيان غير صحيح بتاتًا". على الضفة الأخرى، انشغل الإعلام العبري في إسرائيل بتفاصيل المناورات، عاداً إياها مؤشراً على "حجم التطور الذي وصله حزب الله في العدة والعدد وهو ما يدعو المسؤولين الاسرائيلين لتقييم ذلك بجدية"، كما عبّر المعلق العسكري في التلفزة الإسرائيلية. إلى ذلك، وفي الملف الرئاسي الذي مازال اللبنانيون ينتظرون نتائج تفاهمات المنطقة لتنعكس بالإيجاب على تعقيداته، قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل: "رح نبقى منفتحين ومتجاوبين ومرنين: بترفضوا اسم، في ثاني، وفي ثالت وما بتخلص الاسامي يلّي ممكن يصير في توافق جزئي او كامل عليها – مسيحي أو وطني، المهم يصير التوافق حتّى نأمّن الأكثرية المطلوبة بالتصويت أولاً وبتأمين النصاب ثانياً: مرحلتين واحدة مسيحية والثانية وطنية، ومرحلتين واحدة بالـ 65 والثانية بالـ 86"، وأردف، "رح نقبل بكتير أشياء وأسماء، ولكن ما رح نقبل برئيس، مين ما كان، إذا كان جزء من المنظومة – رئيس تاريخه ومساره ومستقبله مع الفساد وضد الاصلاح.. رئيس ما رح تكون أولويته إلاّ حماية المنظومة لأن هي جابته وإذا ما حماها لا بتجيبه ولا بتبقيه".
في حين رأى النائب حسن فضل الله، أنّ "هناك مناخات جديدة في المنطقة عنوانها حل النزاعات والتفاهمات بين الدول، ونأمل أن ينعكس ذلك إيجابًا على لبنان، لأنه يمكن الاستفادة من هذه الحالة الجديدة واستثمارها لمصلحة بلدنا"، ولفت في تصريحات له أمس الاثنين، إلى أنَّ "الأساس يبقى هو التفاهمات الداخلية اللبنانية، لإيجاد الحلول للأزمات الراهنة، وبلدنا قائم على التفاهمات، وقد رأينا كيف تفاهموا في المنطقة". وشدد فضل الله، أنه "يجب علينا في لبنان أن نتفاهم، ولا يوجد أمام اللبنانيين خيار آخر، والمدخل الطبيعي والضروري للحلول هو انتخاب رئيس للجمهورية، ولدينا اليوم مرشح طبيعي أعلنّا عن دعمه وتأييده وهناك كتل أخرى أيّدته وتوجد آراء أخرى، نحن نمارس حقنا الطبيعي ككتلة نيابية، فعندما نذهب إلى المجلس النيابي نُصوّت لمن نرى فيه الخيار الأفضل أو لمن يملك المواصفات التي تؤهله ليكون رئيساً قادراً على القيام بدوره في المرحلة المقبلة".