نهضة علي
لإعادة الصورة المشرقة للمجتمعات في المحافظات العراقية، التي عانت من إرهاب داعش وتجسيد الصورة الحقيقية والفعلية الموجودة، منذ آلاف السنين عند الفرد العراقي ونقلت إلى الأجيال الحديثة، لتكون صفاتٍ تميزوا بها، اعتزازهم بانتمائهم والروابط التي تربطهم وماورثوه من عادات، ظلّت قائمة إلى الآن، حيث تغلغل عصابات الإرهاب، لتفتك بالموروث التأريخي، وتستهدف الانتماء والدين، وتهدف إلى زرع الفرقة وتضعف الالتزام العشائري والعائلي، والطموح نحو التطور وبناء المستقبل، لا بد من بناء قاعدة رصينة للسلام والحوار.
مشروع بناء السلام
الأفراد في المجتمعات المذكورة، خاصة الفئة العمرية، التي تنحصر في فترة الشباب، وبالتعاون مع المنظمات الأممية، ومن أجل التخفيف من آثار الارهاب وإعادة الثقة والاطمئنان، نظموا مشاريع لبناء السلام والحوار وإنماء بذرة الصفات الحميدة الموجودة في الفرد المنتمي إلى تلك المجتمعات، مسؤول الإعلام في مشروع شباب السلام في كركوك محمد أحمد أكد لـ(الصباح)، أن "مشروعهم نُظِم بدعمٍ من منظمة UNDP في خمس محافظات، ديالى وكركوك وصلاح الدين والانبار ونينوى، وهي المحافظات التي عانت من ضررالعصابات الارهابية داعش، وهو مخيم بناء السلام المقام في محافظة كركوك".
مبينا، أنه اطلق ليكون رسالة لنشر السلام والاستقرار ما بين الناس في مرحلة تعدت سيطرة العصابات الارهابية، وطردها وتحرير مناطقهم منها وتخفيف آثار الحرب، ومن ثم مرحلة الإعمار وإعادة المفاصل الرئيسية للحياة، المتمثلة بالخدمات وإعادة الإهالي إلى مناطقهم، وهذه المرحلة هي إعادة السلام إلى النفوس واعتماد الحوار، تزامنا مع مرحلة إعادة الإعمار، وتحسين الخدمات وإعادة الأعمال والمهن، للمجتمعات المذكورة والنهوض بها، بعد نفض غبار الإرهاب، وأوضح أن تجمعهم هو لنقل صورة ايجابية عن كل محافظة، ويتضمن جدول أعمالهم زياراتٍ إلى معالم كل محافظة موجودين فيها، وزرع روح التعاون والاستماع إلى المحاضرات اللقائية والود وتوثيق العلاقات ما بين الشباب، وايجاد طرق ديناميكية لنشر السلام والحوار، والمحافظة على العادات الايجابية الموروثة، وانشئت عليه المجتمعات المذكورة والخير فيها، والمهن المشهورة
بها وابعاد صور القتل والإرهاب
عن شبابها وزيارة المعابد والحسينيات والجوامع والكنائس، لنقل صورة عن التعايش والتفاهم ما بين القوميات والطوائف،
والمحافظة على صورة الانسان العراقي، التي هي ذاتها في جنوب والوسط والشمال.
التماسك المجتمعي
منسق مشروع مخيم السلام والحوار أكد لـ(الصباح)، أن مشروعهم يدعو إلى التماسك المجتمعي في مجتمعات بخمس محافظات واجهت الارهاب، ويتضمن برامج للتماسك المجتمعي بانطلاق مؤتمر لمخيم السلام، ضمن مبادرات فريق كركوك للسلام، الذي يضم مجموعة من الشباب، ويعمل على إعادة تماسك المجتمع المستهدف أقوى من قبل لتحصينه، ويتم اختيار الفئة المشتركة بالمشروع بفلترة الأشخاص المتقدمين، عبر استمارة عن طريق النت، وتتمحور الأسئلة في المقابلة الالكترونية (meeting)
حول موضوع التماسك المجتمعي وتبادل الحوار، وتم اختيار مجموعة عن كل محافظة من المحافظات الخمس.
وأشار إلى أن كل مجموعة أو فريق يعمل برؤية توضع له ويسوق لها في محافظته، حيث إن التماسك والتعايش في اي مجتمع هما مصدر قوة للفرد، ليعمل من اجل مجتمعه.
وبين أن عملهم في كركوك، والتي تضم قومياتٍ وأديانًا وأطيافًا عراقية متعددة، هو التماسك المجتمعي ونشره في المناطق، التي تعرضت إلى إرهاب داعش لإزالة آثاره ومخلفاته، بينما يكون موضوعهم في محافظة ديالى إعادة تأهيل بنايات ذوي الهمم، وفي الأنبار تنفيذ حملات توعية حول الأمن الرقمي، وفي صلاح الدين إطلاق مبادرة تشجير، وفي نينوى إحياء تراث الموصل القديم.
المستفيدون من البرنامج
الشابة تونس أحمد من محافظة ديالى أكدت لـ(الصباح)، بأن مجتمع ديالى يختلف عن السابق، فهناك تعاون وتشارك ما بين الناس، وهناك حرية ولا يوجد تكميم أفواه يختلف عن السابق، وعقدت جلسات حوارية عديدة في مناطق كانت ساخنة، ولا يوجد فيها التواصل، حاليا اختلف الوضع، وأصبح هناك إبداء للرأي ومشاركة وتعاضد في مواجهة الأزمات، وهناك اندماج مجتمعي أكثر، وطالبت بإعادة المعامل في المحافظة وتوفير فرص عمل، ومنها معمل الطابوق، والاهتمام أكثر بالجانب الخدمي، بينما أكد الشاب احمد وليد من محافظة الأنبار لـ(الصباح)، أن فكرة الحوار والسلام تقوم على عدة نقاط تحيا في أبناء المجتمعات، التي كانت تعاني من سوء الخدمات وانعدام الأمن، منها الالتفاتة نحو التكاتف مع الاخرين، لا سيما بعد تنفيذ مشاريع اعادة الخدمات، إزالة
آثار الحرب والإرهاب، وإعادة الاستقرار واستتباب الأمن، بتجديد الأفكار ووضع أسلوب معيشي جديد، ومتطور مبني على أساس التعاون والحرص وإعادة الرونق المعروف للمجتمع الذي يعيش فيه، فمثلا الشباب في الأنبار متفاعلون مع الإعمار أو إعادة البناء في مناطقهم مع وجود بعض الفرص التشغيلية وتجاوز الظروف السابقة وماخلفته من صراعات فردية لبناء مجتمع يعمه السلام، مطالبا بالاهتمام بالجانب السياحي في المحافظة، وبناء المنتجعات لاستقطاب
السائحين.