عزيزي دكتور قاسم. أنا طالبٌ بلغت الثانية والعشرين من العمر وأعاني من التبول اللا إرادي وهذا الموضوع يسبب لي إحراجاً وخجلاً شديدين، لدرجة أنني اضطررت أنْ ألبس حفاظات حين أكون في الدوام. أما في البيت فإنَّني أنام وحدي في غرفتي لأبدل ملابسي حين أتبول من دون أنْ يشعر بي أحد، وأضطرُّ أيضاً الى أنْ أستيقظ صباحاً مبكرا وأغسل ملابسي حتى لا تشعر والدتي بذلك وأحياناً أسكب الماء على فراشي وأقول إنَّ الكوب وقع 

من يدي.

قلقي الشديد من المستقبل أكثر وكيف بي إذا تزوجت، حينها لن أستطيع إخفاء الأمر عن زوجتي، وقد ذهبت قبل ذلك إلى طبيب لكي أتعالج من هذا المرض فأعطاني مجموعة من الأدويه لا أتذكر اسمها حالياً ولم تجد نفعاً.

فاضطررت أنْ أبقى على هذه الحال حتى الآن، فأرجو مساعدتي في هذا الأمر وجزاكم الله خيراً.

مطر- ميسان 

الأخ مطر.. تحيَّة طيبة

اضطراب التبول الليلي اللاإرادي لدى البالغين له أسبابٌ كثيرة يمكن تصنيفها إلى نوعين: عضويَّة ونفسيَّة.

من الأسباب العضويَّة: 

1 - وجود التهاب في الجهاز البولي لا سيما المثانة.

2 - وجود خللٍ بالجهاز العصبي المسيطر على عمليَّة التبول.

3 - الإصابة بأمراض الكلى أو السكري أو ارتفاع الكولسترول.

4 - ضيق حجم المثانة وعدم قدرتها على استيعاب كميَّة البول لليلة كاملة.

5 - وجود نوعٍ من الهرمون تسبب قلته بارتخاء صمامات التبول.

ومن الأسباب النفسيَّة:

1 - أنَّ الشخص البالغ كان في طفولته قد عاش أجواءً أسريَّة مشحونة بالخلافات والعراك.

2 - أنَّ شخصيَّة الأم وسواسيَّة أو متسلطة، وكانت تعتمد أسلوب القسوة في تدريب الطفل على ضبط التبول.

3 - التدريب المبكر على ضبط التبول قبل النضج العضوي للطفل.

4 - وفاة أحد الوالدين لا سيما الأم وهو في عمر مبكر.

5 - الغيرة من مولود جديد.

6 - استعمال العادة السريَّة بكثرة في مرحلة المراهقة.

هذا يعني أنَّ الحالة تتداخل فيها الأسباب العضويَّة بالأسباب النفسيَّة، وعليه فإنَّ الأمر يتطلب إجراء فحصٍ طبي شاملٍ للأمور التي ذكرناها وأخرى غيرها يقدرها الطبيب المختص، فإنَّ وجد سبباً عضوياً فإنَّه سيعطيك العلاج المناسب - توجد أدوية حديثة لعلاج الحالة-، وإنْ تأكدت سلامتك العضويَّة عندها عليك بمراجعة "استشاري نفسي" يفضل أنْ يكون متخصصاً بالتحليل النفسي أو السلوكي. وقد يزودك بجهاز كهربائي بسيط يتحسس الرطوبة مرتبطٍ بمنبّه "جرس" يوقظك 

عند الحاجة.

أرجو أنْ تعلم مقدماً أنَّ علاج هذه الحالة يتطلب برنامجاً يحتاج إلى مدة مناسبة يكون الشفاء فيه مضموناً "إذا تحليت بالصبر والتعاون مع الطبيب.

مع تمنياتنا لك بالشفاء العاجل.