موسكو: وكالات
أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسيَّة، أمس الأربعاء، أنَّ المنطقة المحاذية لأوكرانيا تعرّضت إلى هجمات "عديدة" بطائرات مُسيّرة خلال الليل، بعد توغل مسلّح من أوكرانيا، وقال فياتشيسلاف غلادكوف على تطبيق "تلغرام": "لم تكن الليلة هادئة تماماً. وقع عدد كبير من الهجمات بمسيّرات. تعاملت أنظمة الدفاع الجوي مع معظمها. الأهم هو أنه لم يسقط أي ضحايا"، وأضاف أنَّ "الهجمات ألحقت أضراراً بمركبات ومنازل ومبان عامة في المنطقة، لكن لم تسجل إصابات".
وفي منطقة غرايفورون أصيب أنبوب للغاز، بحسب غلادكوف، وقال: إنَّ "حريقاً صغيراً ما زال مشتعلاً"، موضحاً أنَّ السلطات موجودة في الموقع ويجري تحديد أسباب الحريق، وقال إنَّ 9 مدنيين جُرحوا وما زالوا في المستشفى بينهم 3 في العناية المركزة، موضحاً أنَّ أكثر من 550 مدنياً فروا من منطقة غريفورون بسبب القتال يقيمون حالياً في مراكز إيواء مؤقتة.
وكان الجيش الروسي أعلن، أمس الأول الثلاثاء، أنه "سحق" بسلاحه الجوي ومدفعيته المجموعة التي هاجمت المنطقة في اليوم السابق، في أكبر توغل في الأراضي الروسية منذ بدء النزاع، وقالت السلطات الروسية إنَّ مدنياً قُتل في قرية كوزينكا وتعرضت بلدات لهجمات وتوفيت امرأة بنوبة قلبية أثناء إخلائها، وأعلنت مجموعات مسلحة روسية متمركزة في أوكرانيا مسؤوليتها عن التوغل للإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في السياق، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، بأنَّ مسؤولاً أوكرانياً رفيع المستوى اعترف بدور القوات الأوكرانية في هجوم المخربين على مقاطعة بيلغورود الروسية يوم الثلاثاء.
ونقلت الصحيفة عن هذا المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنَّ "الجيش الأوكراني لم يشارك بشكل مباشر في الهجوم، لكنه قدم الدعم"، وجاء في المقالة: "قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى إنَّ القوات الأوكرانية قامت بشكل أساسي خلال العملية بتقديم الدعم والحماية، وشرعت بالدفاع عن حدود أوكرانيا في تلك المنطقة في حالة الهجوم المضاد الروسي".
وبعد اعترافه بتحمل مجموعة المخربين لخسائر، زعم المسؤول الأوكراني بأنه لم يكن هناك جندي أوكراني واحد على الأراضي الروسية، وذكرت الصحيفة، أنَّ المسؤول الأوكراني رفض تقديم أي تفاصيل أخرى عن العملية، ولم يشرح من أين حصل المخربون على المعدات والآليات الأميركية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن طرد وتصفية المخربين، وذكرت أنه تم القضاء على أكثر من 70 مسلحاً وتدمير نحو 12 قطعة من المعدات.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، أمس الأربعاء: إنَّ "دول (الناتو) متورطة بحكم القانون في الصراع في أوكرانيا، وهذا العمل غير المسؤول يزيد من خطر حدوث صدام عسكري مباشر بين القوى النووية"، وأشار إلى أنَّ العواصم الغربية تتلقى إشارات من روسيا حول عدم جواز صدام مباشر للقوات النووية، ولكن يتم تجاهلها أو تشويهها بشكل صارخ، وقال: "الدول الغربية اعتبرت خلال قمة السبع التي عقدت في اليابان، بأنَّ روسيا والصين كعدوين ستراتيجيين يشكلان تهديداً وجودياً لهيمنتها".
وتابع لافروف: "روسيا تدعو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التخلي عن القرارات الأحادية الجانب للحد من التوترات في العالم، ومحاولات تهميش الأمم المتحدة، وإنشاء هياكل محدودة خارج إطارها لا تتمتع بالشرعية، ولكن تدّعي أنها تحكم الجميع".
من جانبها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء: "أي إمدادات لأسلحة لنظام كييف لن تكون قادرة على إلغاء الأهداف والغايات التي تم تحديدها عند إطلاق العملية العسكرية الخاصة"، وأشارت إلى أنَّ ضخ أوكرانيا بالأسلحة يؤدي إلى مواصلة تصعيد النزاع وسقوط مزيد من الضحايا بين الأوكرانيين.
تأتي هذه التصريحات بعد أن أعلن الغرب عن نيته تسليم طائرات "إف- 16" لأوكرانيا في وقت لاحق هذا العام، وذلك بعد تقديم كميات كبيرة من الدبابات والمدافع والصواريخ وغيرها من الأسلحة الثقيلة لكييف في وقت سابق.