بيروت: جبار عودة الخطاط
ما زالت المناورات التي نفذها حزب الله في جنوب لبنان المتاخم لفلسطين المحتلة تشغل الشارعين العسكري والسياسي في تل أبيب، ففيما هدَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالردِّ على أيِّ "عمل عدائي" من قبل الحزب، ردَّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بقوله لنتنياهو: "لستم أنتم من تهددون بالحرب الكبرى وإنما نحن الذين نهددكم بها".
حزب الله انشغل في اليومين الأخيرين بإحياء ذكرى اضطرار الجيش الإسرائيلي للانسحاب يوم 26 أيار عام 2000 من جنوب لبنان والبقاع الغربي بعد العمليات العسكرية التي نفذتها في حينه "المقاومة اللبنانية"، مما عده الحزب انتصاراً كبيراً يحتفل به كل عام، وقد شكلت مناوراته العسكرية قبل ثلاثة أيام "إضافة نوعية"، كما وصفها الإعلام العبري في إسرائيل.
أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، شدد في إحياء هذه الذكرى على أنَّ "من يشتبه بأنَّ المعركة انتهت مع عدونا واهم فهناك جزء من أرضنا ما زال محتلاً"، وأضاف: "ما يحصل داخل الكيان الإسرائيلي له تأثير مباشر في أمن وسلامة لبنان"، معتبراً أنه "بعد الانسحاب من لبنان عام 2000 والانسحاب من غزة لم يعد هناك ما يسمى بإسرائيل الكبرى أو العظمى"، ورداً على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال: "لستم أنتم من تهددون بالحرب الكبرى وإنما نحن الذين نهددكم بها".
وفي الملف اللبناني الداخلي كانت لنصر الله وقفة عرج خلالها على ملف رئاسة الجمهورية من خلال تأكيده أنَّ "المطلوب المزيد من الحوار والاتصالات ولسنا على قطيعة مع أحد وندعو إلى التشاور من دون أي شروط مسبقة وإلغائية"، مضيفاً أنَّ "هناك خيارين إما أن يتنحى حاكم (مصرف لبنان) رياض سلامة، أو أن يتحمل القضاء مسؤوليته لأنَّ حكومة تصريف الأعمال لا تملك صلاحية عزله"، مضيفاً "لا بد من البحث والاتفاق عن بديل". صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بدورها علقت أمس الجمعة على خطاب أمين عام حزب الله، بأنَّ "حزب الله يفكر في القيام بعمليات ضد إسرائيل، تتضمن سيطرة (قوة رضوان) على مستوطنة في الشمال، لكنهم يعرفون جيداً أنَّ هذه ستكون الحرب الأخيرة، والتي ستترك لبنان مدمراً بالكامل". على حد وصف الصحيفة، بينما نشر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي تقديرات ذكرت أنَّ "الأحداث الأخيرة تشير إلى تآكل الردع الإسرائيلي ضد حزب الله وشركائه من الفصائل المسلحة بالإقليم"، ودعا إلى "الانخراط في نقاش عميق وجدي للأجهزة الأمنية والعسكرية من أجل بلورة ستراتيجية لتعزيز الردع ضد حزب الله الذي يعد عامل التهديد الأساس لإسرائيل".