الكنوز الفرنسيَّة تُباع بالمزاد العلني

بانوراما 2023/05/28
...

 كيم ويلشر

 ترجمة: شيماء ميران

رغم أنه سيبيع 75 قطعة ثمينة، لكن لا توجد كلمة تقلل من شأن مهندس الديكور وجامع الأعمال الفنية الفرنسي "جاك غارسيا"، الذي أعاد تصميم قصر "فرساي" ومتحف "اللوفر".

لقد جعل مالك قصر صقلية الفخم "فيلا ايلينا"، الذي ظهر في الموسم الثاني للمسلسل الكوميدي "زهرة اللوتس البيضاء- The White Lotus"، والذي حول فندق "كوستس" الخمس نجوم في باريس و"بنيان تري- Banyan Tree" في الدوحة وفندق "المأمونية في مراكش، من الثراء إلى ميزة تجارية.


واليوم، سيبيع دار "سوذبي" للمزادات في باريس 75 قطعة من مجموعته الاستثنائية، قطعة مقابل كل عام من عمره، بغية جمع الأموال لضمان الوضع المستقبلي لمنزله التاريخي قلعة "دو تشامب دي باتالي-Château du Champ de Bataill" في نورماندي شمال 

فرنسا. 

يعتقد أن معظم القطع المعروضة أصولها ملكية، ومنها زوجان من الكراسي بذراعين وأريكة كان قد تم طلبها لمخدع "ماري انطوانيت" على الطراز التركي في بلدية فونتينبلو (يقدر سعر كل واحدة منها 400 ألف إلى 600 ألف يورو)، إضافة إلى موقد وطاولة كتابة كانت تستخدمها الملكة.

كما تضم عملية البيع السرير النهاري الذي يُعتقد انه صُنع لحفل زفاف "نابليون بونابرت" من الامبراطورة "ماري لويز" في العام 1810، كانت تزينه صورة شخصية للزوجين، يقدر ثمنه بنحو  مئة الف إلى مئتي 

يورو. اشترى "الكسندر هاميلتون" في سان بطرسبرغ زوجين من مزهريات سيفر يبلغ ثمنها أكثر من مليون يورو بقليل، حين كان يعمل سفيرا لبريطانيا لدى روسيا، فضلا عن خزانتين ملكيتين تعود للملك ويليام الثالث وملكة انكلترا ماري الثانية.

واشترى "غارسيا"، الذي جدد الغرف الخاصة لقصر فرساي الملكي وثلاثين قاعة لمتحف اللوفر، قلعة "تشامب دي باتالي" الذي صممه "لويس لوفو"، مهندس فرساي في القرن السابع عشر، والتي كانت خربة قبل ثلاثين عاما. وقام بتجديد القلعة ومساحتها الشاسعة، وملأها بكنز من الأثاث والقطع الفنية التي تعود إلى القرنين السابع عشر والتاسع عشر.


أماكن تعلق بالذاكرة

تعد هذه المؤسسة، التي دأب "غارسيا" فيها على شراء قطعة فنية على الأقل يوميا، موقعا تذكاريا استثنائيا نظرا لذوقه الانتقائي الفاخر. ومن الروائع المبهرة للصالات المليئة بالكنوز الباروكية التي تعود إلى عهد الملوك لويس الخامس عشر والسادس عشر حيث الفن السريالي المقلق، وسقف الممر الذي تزينه التماسيح المحنطة فوق مجموعة خزانات تضم حيوانات محشوة ومجموعة حشرات مثبتة، والمرعب أكثر هو وجود المومياوات داخل صناديق زجاجية موضوعة عند زوايا المكتبة التي كانت ذات يوم حماما للسباحة. تمتاز الحدائق المشذبة، التي تعد واحدة من اكبر الحدائق الخاصة في أوروبا، بأنها من الأماكن الثرية، إذ تضم كهف "معبد ليدا- Temple de Leda"، وجناح الاحلام في قصر "موغال" وردي اللون، الذي ينتقل إليه غارسيا كلما حلَّ فصل الصيف، وقد تم تشييده من الانقاض الناجمة عن زلزال ولاية "راجاستان" الهندية الذي حدث منذ أكثر من عشرين عاما.

يعترف غارسيا بانه لم يلاحظ احد اختفاء الخمسة والسبعين عملا، حين تدخل شاحنات صانعي المزاد طريق القصر لتنقلها إلى باريس، لكنه يقول انه لم يكن سهلا أن تفرق 

بينهم.

يقول "غارسيا": "لقد كان قرار صعبا، فهذه الأماكن تربطني بها علاقة خاصة،  فكل قطعة منها اشتريتها بأموالي الخاصة وكثيرا ما يكون المال شحيحا والتمويل صعبا. لكن بامكانك أخذ هذه الأعمال ويبقى المنزل كما هو أمام الزوار". مضيفا: " يتحتم عليّ التفكير في المستقبل، طالما ليس لدي من يخلفني، لذا فالأموال سيتم استخدامها في التمويل او المؤسسات".

وصف "ماريو تافيلا"، رئيس دار المزادات الفرنسي سوذبي، غارسيا بانه" "كل ما يبحث عنه الذوق الفرنسي"، وأكد أن المزاد سيكون لمرة واحدة.

موضحا: "أن قوة المنازل الاستثنائية تكمن في الشعور الخالد الذي تتركه عند زائريها. كما هو الحال مع جميع انجازات جاك غارسيا، ومن الاماكن الخالدة "تشامب دي باتاي".


عن صحيفة التلغراف البريطانية