بغداد: حسين ثغب التميمي
أعلنَ محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق أمس السبت، تأسيس مصرف ريادة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ليكون أول مصرف يهتم بأصحاب الدخل المحدود وأصحاب ريادة الأعمال عبر قروض ميسرة.
وقال المحافظ على هامش افتتاح المؤتمر المصرفي العراقي السنوي التي نظّمته رابطة المصارف الخاصة وحضرته "الصباح": إن "مبادرات البنك المركزي العراقي هي الأكبر في تاريخ العراق"، كاشفاً عن "إنجاز مشاريع جديدة منها تأسيس مصرف ريادة للتنمية الاجتماعية انسجاماً مع رؤية ومبادرة رئيس مجلس الوزراء في المشروع الحكومي (ريادة) لدعم الشباب".
وأضاف أن "المصرف سيكون الأول في العراق لرعاية محدودي الدخل عبر قروض ميسرة وضمانات بسيطة دعماً للشرائح الهشّة، وتنويع الاقتصاد غير النفطي عبر مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر لتنشيط القطاع الخاص وتقليل نسب البطالة والفقر"، موضحاً أن "البنك المركزي العراقي وضع اللمسات الأخيرة لإعداد ستراتيجية وطنية للإقراض المصرفي".
ونوه المحافظ، بأن "البنك المركزي العراقي سيطلق مشروع إنشاء مركز للمال والأعمال وسيكون بمثابة مدينة متكاملة تضم سوق الأوراق المالية وقطاع الأعمال والمؤسسات المالية".
وأوضح، أن "البنك المركزي يعمل على تحقيق بنية متكاملة وقواعد وسياسات مستدامة للتغلب على التحديات التقنية وأمن المعلومات والأمن السيبراني وتطبيق إجراءات الأمان والخصوصية لحماية معلومات المستخدمين والجمهور".
وشارك في هذا المؤتمر محافظا البنكين المركزيين، الأردني والفلسطيني، بحضور كبير للقطاع المصرفي العراقي، فضلاً عن جلسات حوارية تحدثت عن توجهات البنك المركزي العراقي في الإصلاح والتطوير المصرفي شارك بها مدراء دوائر البنك المركزي العراقي، ورابطة المصارف الخاصة العراقية.
رئيس رابطة المصارف العراقية وديع الحنظل قال: إن هذا المؤتمر سلط الضوء على محاور مهمة داخل القطاع المصرفي، ويركز على التطورات التقنية والتمويل الإلكتروني والتي تعود بالنفع على حياة المواطن والدورة المالية"، لافتاً إلى" حتمية ترصين البنى التحتية للجهاز المصرفي".
وذكر الحنظل بعض الأرقام التي أوشرت لغاية عام 2022، إذ بلغ إجمالي الودائع في المصارف الخاصة 129 ترليون دينار ، أما حجم الائتمان فبلغ 62,57 ترليون دينار ، في حين بلغت الحسابات 8,7 ملايين حساب ".
وأشار إلى أن "المؤتمر ركز على التعاون الإقليمي والدولي ضمن معايير الشفافية الدولية، كما نسعى لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع المصرفي".
وتطرق إلى صندوق "تمكين" وقال": إنه "بعث رسالة إيجابية بتأهيل معالم بغداد وأعماله تتم بمباركة رئيس الوزراء".
المدير التنفيذي للرابطة علي طارق أوضح أن المشاريع التي طرحها محافظ البنك المركزي العراقي جاءت مهمة بمجملها، وأن مبادرة البنك المركزي تتوجه إلى المشاريع الصغيرة والمتوسطة وأخذت حيزا كبيرا ولها اهتمام كبير وبات لها دور في حركة عمرانية مقبولة ".
وأشار إلى أن " كثيرا من المبادرات لتطوير الشباب تصصدم بحائط التمويل، وهذا الأمر يعانيه العراق منذ زمن، ونأمل أن يكون لمصرف الريادة الاجتماعية صدى إيجابي لتجاوز هذه التحديات ".
أما محافظ البنك المركزي الأردني عادل الشركس فقال: إن "العلاقات الاقتصادية بين البلدين منسجمة، وإن حجم التجارة بين البلدين خلال العقد الأخير 8,5 مليار دولار ، واليوم نتطلع إلى تعزيز هذا التعاون"، مشيرا إلى أن "الواقع يتطلب تطوير قطاع المال بجميع مفاصله"، ثم عرج على التجربة الأردنية بالدفع الإلكتروني وكيف تدفع الفواتير بانسيابية
عالية".
رئيس مجلس إدارة مصرف الإقليم التجاري د. هميلة عبد الستار كردي شددت على أهمية استقلال البنك المركزي وقراراته، وأن يكون بعيدا عن التأثير من أي جهة
كانت”.
وقالت إن البنك المركزي يحب أن لا يكون تحت أي ضغوط، لكونها تضعف البنوك المحلية".
ممثل الشركة العالمية للبطاقة الذكية غازي الكناني بين أن “القطاع المصرفي الخاص يعمل بتنافسية كبيرة للتوسع والعمل على جذب الأنظمة المتطورة التي تقدم أفضل المنتجات التي يتطلبها ميدان العمل، كما لابد من أن تحظى الموارد البشرية بالاهتمام اللازم لتتمكن من التكنولوجيا المتطورة التي تسهم في خلق نظام مصرفي متطور قادر على التعامل مع رؤوس الأموال الكبيرة التي يحتاج إليها العراق في مختلف مراحل التنمية المستدامة التي يمكن بلوغها بالاعتماد على مقومات النهوض الاقتصادي.