اليوم.. جولة الحسم في الانتخابات التركية

قضايا عربية ودولية 2023/05/28
...

 أنقرة: وكالات


بعد جولة أولى شهدت نسبة مشاركة قياسية بلغت نحو 90 في المئة، يعود الناخبون الأتراك، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية (جولة الإعادة والحسم) للانتخابات الرئاسية، التي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليتشدار أوغلو. 

ويتولى رئيس تركيا منصبه مدة خمس سنوات. وقد أقر استفتاء أُجري عام 2017 مقترح أردوغان بتوسيع سلطات الرئاسة وجعل رئيس الدولة رئيسا للحكومة وإلغاء منصب رئيس الوزراء. وهو يضع، بصفته رئيسا لتركيا، السياسات المتعلقة بالاقتصاد والأمن والشؤون الداخلية والدولية.

وبعد أكثر من 20 عاما من وصوله وحزب العدالة والتنمية للسلطة، وبينما انتشرت التوقعات بأفوله السياسي قبل الجولة الأولى، يأمل أردوغان تمديد فترة ولايته كأطول الحكام بقاء في السلطة في تركيا الحديثة.

ومن شأن فوزه أن يرسخ حكم زعيم يغير تركيا ويعيد تشكيل الدولة العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك قبل 100 عام لتناسب رؤيته المتدينة مع تعزيز سلطته في ما يعده معارضوه توجهاً نحو السلطوية.

مرشح المعارضة الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو وهو رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك - مؤسس تركيا الحديثة، وعد بـ"العودة إلى الربيع" و"ديمقراطية هادئة"، والعودة إلى دولة القانون، إلى النظام البرلماني لإدارة البلاد واستقلال القضاء الذي يقول منتقدون إن أردوغان استغله لقمع المعارضة.

لكنه منذ 14 أيار شدد لهجة خطاباته مع محاولة لاستمالة الناخبين القوميين من أجل هزيمة أردوغان، متعهدا بإعادة 10 ملايين لاجئ إلى بلادهم. ففي مواجهة احتمال الهزيمة، غيّر مواقفه، متخليا عن وعوده بمعالجة الانقسامات الاجتماعية. وقال خلال زيارة لأنطاكية، إحدى المناطق المتضررة من زلزال شباط: "لن نحول تركيا إلى مستودع للمهاجرين".

من جانبه، أقنع أردوغان الناخبين في المناطق المتضررة بالتصويت له من خلال وعدهم بمنازل جديدة مطلع العام المقبل.

وسيتنافس المرشحان بشدة على أصوات 2,79 مليون ناخب صبت لصالح المرشح الثالث سنان أوغان وهو من اليمين القومي المتشدد ويريد قبل كل شيء ترحيل نحو خمسة ملايين لاجىء ومهاجر يقيمون في البلاد.

وفي هذا الشأن، قال الخبير السياسي بيرك إلسن من جامعة سابانجي في إسطنبول إن "العديد من الناخبين القوميين غير موافقين أصلا على اختيار كيليتشدار أوغلو لتمثيل المعارضة ولم يدعموه". وفي الوقت ذاته، يرى أن أردوغان لن يكون بالضرورة بحاجة إلى أصوات أوغان لأجل حسم المعركة الانتخابية.

وقدرت مجموعة الاستشارات أوراسيا، إحدى الشركات القليلة جدا التي توقعت تقدم أردوغان في الدورة الأولى، أن الرئيس المنتهية ولايته سيفوز في الدورة الثانية.

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباح اليوم (05:00 بتوقيت غرينتش) وتغلق في الخامسة مساء (14:00 بتوقيت غرينتش).

ولا يحدد التصويت فقط من سيقود تركيا في السنوات الخمس المقبلة، ولكن أيضا كيف ستتم إدارة هذا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي، الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة، وإلى أين يتجه اقتصاده ومسار سياساته الخارجية.

اقتصاديا، يقول خبراء إن سياسة أردوغان المتمثلة في خفض أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع الأسعار هي التي زادت التضخم إلى 85 بالمئة العام الماضي، وأدت إلى هبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدى العقد الماضي.

لهذا السبب، تعهد كليتشدار أوغلو بإعادة تنفيذ سياسات اقتصادية تقليدية واستعادة استقلال البنك المركزي التركي.

أما بخصوص الشؤون الخارجية، فقد استعرضت أنقرة في ظل حكم أردوغان قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه، وأقامت علاقات أوثق مع روسيا، بينما شهدت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توترا على نحو متزايد.

كما توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق بين موسكو وكييف لاستئناف صادرات القمح الأوكراني.