السماوة تتعرض لموجة تنمر

ريبورتاج 2023/05/29
...

  احمد الفرطوسي

منذ فترة ليست بالبعيدة وبعض المواقع الالكترونية تشن حملة متعمدة للتنمر على مدينة السماوة، بيجات وصفحات وهمية على منصات مواقع التواصل تطلق بأسلوب ساخر وصور مفبركة وقصص خيالية تستهدف أبناء هذه المدينة التاريخية، مدينة أوروك وكلكامش والحرف الأول وأبناء ثورة العشرين ومدينة الفن والشعراء والأدباء، التنمر على السماوة هو ضريبة يدفعها أهلها لأنهم حافظوا على القيم والآداب والموروث العربي والقبلي والتاريخي وحسن التعامل مع الآخرين والخصال والمكارم الحميدة.

المثنى تستعد بعد أيام قليلة لإحياء الذكرى الثالثة بعد المئة لثورة العشرين ضد الاستعمار الإنكليزي، وما طرزه الثائرون أبناء عشائرها الأصيلة لأروع صور البطولة والتضحية وهم يطردون الاحتلال الإنكليزي من أرض المقدسات والأنبياء.

ويقول الأديب السماوي يوسف المحسن لـ (الصباح): إن محاولات زرع الأشواك في اللحمة المجتمعية العراقية هو أسلوب تقليدي يسير على وفق محاولات سابقة جرت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كان الاستهداف فيها على وفق الجغرافيا أو القومية أو الانتماء القبلي، لم ينجح سابقاً وإن ترك أثراً وحفز خلافات واختلافات، ومن يقف وراء الموجة الحالية من الاستهداف هم الساعون ذاتهم سابقاً، السطحية والعدوانية تقفان أيضاً وراءها،ومن المفروغ منه أنها لن تدق أسفين الفرقة في الجسد العراقي خاصة مع مراجعة لطبيعة الشخصية العراقية التي لا تخضع للإملاءات ولا تنحاز لموجات التشويه.

ويضيف المحسن: ما مطلوب حالياً هو الرد الهادئ والمنطقي والمتوازن، رد يبرز ويؤكد أن العراقيين لا ينجرون لمناطق يريدها لهم أعداؤهم، ولابد 

من تدخل حكومي وتشريعي يغطي هكذا نوع من الإساءات والتجاوزات ويضع حداً لها، فحرمة العراقي مصانة بحكم الدستور وكرامته 

وسمعته أيضاً، والسماوة وأهل السماوة ليسوا بحاجة لإثبات دورهم ومساهمتهم الفاعلة 

في الحياة العراقية منذ سبعة آلاف عام حين قدموا أجيالاً 

من الحضاريين والخدمات الجليلة وعبر العصور، السماوة أهل الحرف الأول والشرارة الأولى لثورة العشرين والمساهمة الأولى في عراق ما بعد

2003.

حملات منظمة

بينما يؤكد الإعلامي كاظم مسافر لـ (الصباح) ما يدور الآن في بعض مواقع التواصل الاجتماعي من منشورات تتضمن مفردات إساءة وتنمر تستهدف مدينة السماوة هي لا ترقى أن تصنف بكونها حملة منظمة بقدر ما تعبر وتكشف عن حالة هزيلة لأغلب الصفحات والحسابات التي تعتمد النسخ واللصق دون تمحيص وتدقيق المحتوى والاعتماد على إثارة ردود أفعال المتابعين من خلال التعليقات أو المشاركات وزيادة التفاعل بغض النظر عن كونه مؤيداً أو معارضاً للمحتوى المنشور.

وبين مسافر أن الرد على مثل هكذا محتوى سيوهم المشاركين بصنعه أنهم مؤثرون ولهم قيمة تؤثر في المجتمع، لذا اعتقد أن التجاهل كفيل بإظهار القيمة المتدنية لهؤلاء، إذ ستبقى مدينة السماوة كبيرة بتاريخها ومواقف أبنائها وعشائرها الأصيلة، مدينة الكرم والمحبة والسلام، فالشمس لا يحجبها غربال.


للقانون دور

من جانبه يقول مدير مؤسسة المربد في المثنى تركي حمود لـ (الصباح): نراقب بكل أسف ما يقوم به ثلة من المراهقين أصحاب البيجات الوهمية، وتعمدهم الإساءة للمحافظات الجنوبية ومنها مدينة الحرف الأول المثنى، محافظتنا التي تعتبر ثاني أكبر مدينة من حيث المساحة والتي تحتوي على آثار الوركاء التي عمرها أكثر من 7000 سنة، وبحيرة العجائب ساوة، وقلعة وسجن السلمان التاريخي وسراي الرميثة وناحية بصية وعدد كبير من المعالم والآثار التاريخية، ويضيف حمود: إساءة هذه المجاميع لمحافظة المثنى يجب أن يكون له مردود قانوني لكي يتم اغلاق هذه الصفحات الوهمية من قبل منصات تويتر وفيس بوك وانستغرام ويجب أن تكون هناك حملة بلاغات عليها لكي تتم تصفيتها ومحاسبة هؤلاء المتجاوزين على مدينة عريقة بمعالمها وأهلها وعشائرها.


آخر الطابور

وتضاف حملة التنمر هذه إلى الظلم والمحرومية الكبيرة التي تتعرض لها محافظة المثنى من تجاوز على حصتها المائية وحرمان عدد كبير من الفلاحين من زراعة أراضيهم بسبب نقص المياه، بالإضافة إلى أنها المحافظة الأقل تمثيلاً في البرلمان العراقي بسبب تقسيم عدد ممثليها في البرلمان على نسبة السكان، وكذلك نقص الخدمات المقدمة للمواطن السماوي وتلكؤ المشاريع المنفذة من قبل الوزارات الاتحادية مثل المستشفى الألماني ومجسر الصدرين ومشاريع محطات الإسالة ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وعدد كبير من المشاريع التي هي على تماس مع حياة المواطن.