«طريق التنمية».. شريان اقتصادي وموقع جيوسياسي للعراق

الأولى 2023/05/29
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب 


ترأس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء أمس الأحد، اجتماعاً خُصِّص لمتابعة مخرجات مؤتمر (طريق التنمية) الذي استضافته العاصمة بغداد يوم أمس الأول.

وجدَّد السوداني التأكيد على أنَّ هذا المشروع سيحقق نقلة نوعية في المجالات الاقتصادية للعراق ودول المنطقة، وجدية الحكومة في تنفيذ هذا المشروع الكبير بأبعاده وطموحاته.

ووجّه الوزارات والأجهزة المعنية بتوفير كل مقومات النجاح لمشروع طريق التنمية، مؤكداً أنه سيحقق قفزة مهمة على مستوى توطين الصناعات، عبر إنشاء المدينة الصناعية التي ستكون إحدى ركائز المشروع.

وأشار إلى أهمية ضمان حقوق الدولة العراقية في جميع مفاصل المشروع ومشروعاته الجانبية والملحقة، مبيناً أنها المرة الأولى التي يتبنى فيها العراق مشروعاً تنموياً بهذا الحجم، ضمن إطار المصلحة المباشرة للشعب العراقي، كذلك مصالح الشعوب الشقيقة والصديقة في الجوار والمنطقة.

بدوره، أوضح المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "التحديات الاقتصادية بعد عشرين عاماً من التغيير بحاجة إلى أفكار ستراتيجية كبرى خارج الصندوق، ففكرة مشروع (طريق التنمية) قديمة وتقضي بأن يتحول العراق إلى معبر و(دولة ترانزيت) ودولة ممر تربط الغرب بالشرق، ولكن تأخر الزمن لتنفيذ هذا المشروع ارتبط بعدم توفر التكنولوجيا ووسائل النقل".

وأوضح أنَّ "الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، تعتقد أنه آن الأوان لأن تكون هناك نقلة نوعية في فلسفة الاقتصاد العراقي، والذهاب باتجاه مشاريع أبعد من كونها اقتصادية؛ وإنما مشاريع جيوسياسية اقتصادية استثمارية كبيرة جداً، تجعل من العراق مرتكزاً في المنطقة، وتسهم وتساعد على تشابك مصالح المنطقة (العراق مع دول الجوار) وأيضاً مصالح العراق مع الحاضنة الخليجية في جنوب العراق".

وأكد العوادي أنَّ "مشروع (طريق التنمية) أكثر وأكبر من كونه خط سكة حديد أو طريقاً برياً، فمخططات الحكومة والأفكار التي يتبناها رئيس الوزراء هو أن يحوّل هذان الخطان الحديدي والبري إلى شريان اقتصادي عراقي وإنجازهما ينتهي في عام 2028"، وأضاف أنه "ما بعد ذلك (أي بعد إنجاز المشروع) نتحول إلى استثمار مدن سكنية ومصانع ومعامل على هذه الخطوط، واستثمار للشركات في البنى التحتية السياحية"، موضحاً أنه "بالتالي فإنَّ المشروع يعطي العراق موقعاً جيوسياسياً من خلال تشبيك المصالح مع الدول الإقليمية ويكون العراق (دولة ترانزيت) للبضائع في عموم المنطقة".