طهران: وكالات
وصف المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، العلاقات بين إيران وسلطنة عمان بأنها علاقات طويلة الأمد ومتجذرة وحسنة، وأبدى خلال استقباله لسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، أمس الاثنين، ترحيبه بالوساطة التي تجريها السلطنة لإعادة العلاقات بين إيران ومصر، ووقع البلدان خلال أول زيارة سلطانية إلى طهران 4 اتفاقيات في مجال الاقتصاد والطاقة.
وغادر سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، والوفد المرافق له ظهر أمس الاثنين، طهران إلى مسقط، بعد زيارة رسمية استغرقت يومين على رأس وفد رفيع من أجل تعزيز العلاقات الودية وطويلة الأمد وترسيخ التعاون بين إيران وسلطنة عمان.
وقبيل مغادرته، التقى سلطان عمان، المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، وأفاد بيان لمكتب المرشد، بأنَّ الأخير دعا إلى متابعة المفاوضات بين البلدين بجدية حتى الوصول إلى نتائج ملموسة، وتوسيع التواصل في نهاية المطاف، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون بين إيران وعمان وذلك لأنَّ البلدين يشتركان في الممر المائي المهم للغاية لمضيق هرمز.
كما أشار خامنئي إلى تصريح سلطان عمان بشأن استعداد مصر استئناف العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكد قائلاً: "نرحب بهذا الموقف، وليس لدينا أي مشكلة في هذا الصدد"، وبشأن استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، قال المرشد الإيراني: "هذه القضايا هي نتيجة السياسة الجيدة لحكومة رئيسي لتوسيع وتعزيز العلاقات مع الجيران ودول المنطقة".
ووقّعت إيران وسلطنة عمان 4 اتفاقيات في مجالات الطاقة والاقتصاد خلال زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى طهران التي استغرقت يومين، في أول زيارة له لإيران، بحث خلالها مع الرئيس الإيراني قضايا ثنائية وإقليمية ودولية عدة.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: إنَّ الرئيس الإيراني وسلطان عمان أكدا خلال اجتماعهما الثنائي أهمية وجود علاقات إقليمية قوية، وتعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية، وأضاف أنَّ بلاده تؤكد أنَّ "مسقط لديها مكانة ممتازة في السياسة الخارجية الإيرانية".
بدوره، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي: إنَّ سلطان عمان أكد خلال لقائه الرئيس الإيراني "أهمية توجه إيران لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة لما فيه مصلحة وخير المنطقة"، وفق تعبيره.
وأضاف، أنَّ سلطنة عمان وإيران ستتعاونان من أجل تفعيل الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين الجانبين، مضيفاً أنَّ الهدف الرئيسي هو تطوير التعاون في مجالات متنوعة تشمل النفط والغاز والطاقة المتجددة والزراعة والصناعة والملاحة البحرية، كما قال: إنَّ الهدف الرئيسي يشمل أيضاً تأسيس علاقات مباشرة بين الموانئ العمانية والإيرانية.
وتأتي الزيارة السلطانية، بعد جولات مكوكية قامت بها وفود سياسية وعسكرية وتجارية رفيعة المستوى وتبادُل رسائل خطية بين قادة طهران ومسقط، كما تتزامن مع الذكرى الأولى لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مسقط حزيران 2022، ومن المؤمل أن تسهم الانفراجات المستجدة على صعيد العلاقات الإيرانية الخليجية، وعلى رأسها استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، في أن يحمل سلطان عمان رسائل عربية وأخری غربية في أول زيارة له إلى إيران منذ توليه الحكم.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من زيارة سلطان عمان إلى مصر حيث تحدثت تقارير إعلامية عن إثارته هناك ملف تطبيع العلاقات بين طهران والقاهرة.
ويعتقد مراقبون في إيران أنه إلى جانب العلاقات الثنائية المتصاعدة بين طهران ومسقط، فإن إطلالة البلدين على مضيق هرمز الستراتيجي تجعلهما معنيين بأمن المياه الخليجية، كما أنَّ دور الوساطة الذي تقوم به السلطنة بين جارتها الشمالية من جهة والولايات المتحدة والدول الأوروبية من جهة أخری، يزيد من أهمية الزيارة التي قد تكون آخر محاولة لإحياء الاتفاق النووي.
وكانت الخارجية العُمانية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي نجاح مساعي السلطنة في تبادل السجناء بين إيران وبلجيكا و"تسوية قضية الرعايا المتحفظ عليهم" لدى البلدين.
من ناحيته، يرى الباحث الإيراني في العلاقات الدولية حسن بهشتي بور، أنَّ السلطان هيثم بن طارق بحث خلال الزيارة مصالح بلاده المشتركة مع إيران والأمن الإقليمي والقضايا الشائكة بين طهران وواشنطن، لا سيما الاتفاق النووي المجمّد وملف تبادل السجناء، لافتاً إلى أنَّ الزيارة تأتي في أعقاب مستجدات جيوستراتيجية على المستويين الإقليمي
والدولي.