أبواب بغداد التراثية

ثقافة شعبية 2023/06/01
...

 سها الشيخلي 

 تصوير: نهاد العزاوي 

يعد الباب الوسطاني من أبواب سور بغداد الشرقية  الذي تم انشاؤه نتيجة لوجود حالات الفوضى التي تتعرض لها المدينة، خاصة في العصر العباسي الثاني، ما زاد من مناعة دخول بغداد التي كانت تضم دار الخلافة ومقرات الحكم.  ويبيّن مدير عام التراث في الهيئة العامة للآثار في وزارة الثقافة الدكتور اياد كاظم داوود في حديث لـ"الصباح" أن" وجود الخليفة وكبار الموظفين في ذلك المكان استدعى ان تقام فيه مؤسسات الدولة المهمة كالوزارة وبيت المال.

لذا اصبحت دار الخلافة مركز ثقل الدولة وبذلك اقتضى الامر تسويرها بسور عال له ابواب عدّة، حماية لها، وبمرور الزمن ضمّ المكان اسواق ومراكز تجارية ودور سكنية تتخللها طرقات، ما كوّن خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين محلات كثيرة ذات وظائف 

متكاملة". 

 واستدرك داوود" ونتيجة لنمو السكن حوالي دار الخلافة، رغب الخلفاء بحمايتها بسور آخر خارجي له ابواب عدة يضم جميع المحلات الناشئة حولها، وكان ذلك خلال حكم الخليفة المستظهر بالله العباسي /1118 – 1094م وقد بوشر بإنشاء السور سنة 488هجرية -1095م غير انه لضخامة السور بما فيه من أبواب وأبراج لم يكتمل خلال عهد المستظهر بالله لذا تواصل العمل فيه اثناء خلافة المسترشد بالله (512 - 529 هجرية

 /1118 - 1135م)". 

وذكر داوود أن السور عبارة عن نصف دائرة يبدأ من باب المعظم ببوابته الشمالية وينتهي بالباب الشرقي ببوابته الجنوبية، وقد ضمّ اربعة أبواب هما الباب الشمالي والذي كان يسمى باب السلطان نسبة الى السلطان محمد طغلبك السلجوقي الذي دخل بغداد منه، وعرف فيما بعد بباب المعظم نسبة الى الامام الاعظم ابي حنيفة النعمان وكان موقعه وسط شارع الرشيد بالقرب من جامع الازبك حاليا،  هدم الباب 

سنة 1932 . اما الباب الثاني وهو"الظفرية" الذي عرف بـ"الباب الوسطاني"- ربما لتوسطه- سوق بغداد والباب الثالث هو"الحلبة" وقد جاءت تسميته لوجود حلبة سباق في تلك المنطقة، وقد عرف فيما بعد بـ"باب الطلسم"، وذلك لوجود نحت بارز فوق بابه يمثل رجل جالس وعلى جانبيه صورة لتنينين، واعتبره أهالي بغداد طلسما يحمي المدينة وكان يقع شرقي محلة باب الشيخ الحالية وتم تدميره من قبل السلطات العثمانية سنة 1917 ، حيث كان مخزنا لذخيرة البارود وخوفا من استيلاء الانكليز عليها. 

 واختتم داوود حديثه بالقول: ان الباب الرابع هو"كلواذا" ويقع قي الجهة الجنوبية من السور، وجاءت تسميته من قرية كلواذا جنوبي بغداد ، وسمي ايضا بباب البصلية لزراعة البصل في تلك المنطقة كما سمي لاحقا بالباب الشرقي وموقعه ضمن الباب الشرقي الحالي وقد هدم من قبل امانة العاصمة سنة1937 في زمن أمينها ارشد العمري.